ما هي جريمتهم؟
كتابة : إسماعيل محمود
ترجمة: نرمين عثمان محمد
يتكوّن منتخب الكرة الطائرة النسوي العراقي من لاعبات جميعهن من مدن إقليم كردستان، أي من أندية (أكاد، عنكاوا، قه ره قوش، وسنحاريب)، وهن لاعبات من مدن دهوك، أربيل، والسليمانية.
ولنوضح أكثر: على مستوى محافظات العراق كلها، فإن فريق الكرة الطائرة النسوي العراقي هو في الحقيقة منتخب مكوّن بالكامل من لاعبات المدن الثلاثة في إقليم كردستان. نحن لا نقول هذا بدافع العصبية المناطقية أو القومية أو الأنانية، بل هو حقيقة لا يمكن إنكارها، وهي مدعاة فخر للرياضة الكردستانية.
نكتب هذا لأن هناك جدلًا واسعًا يدور حاليًا حول هذا الفريق، بعد أن حصل على المركز الثالث على مستوى دول غرب آسيا ممثلاً العراق. فبعد الإنجاز، عبّر رئيس الاتحاد العراقي للكرة الطائرة، وبعض مواقع التواصل الإجتماعي ، وعدد كبير من الصحفيين والمعلقين الرياضيين العراقيين، عن انزعاجهم من تصرف الفريق في مراسم التتويج، حيث قامت اللاعبات أثناء الاحتفال برفع علم كردستان تعبيرًا عن الفرح والفخر.
هؤلاء المنتقدون الذين ذكرناهم لم يتقبلوا ذلك، وعدّوه ذنبًا كبيرًا، إذ كيف يمكن في رأيهم لفريق جميع لاعباته من كردستان، أن يسجّل إنجازًا باسم العراق، ثم يرفع علم إقليم كردستان خلال الاحتفال؟ لقد طالبوا بمعاقبتهنّ، وشكّلوا لجنة تحقيق وتأديب بحق اللاعبات، وكأن ما حدث جريمة وطنية.
لكن ما لا يفهمه هؤلاء، أن الفرق العالمية الكبرى مثل برشلونة، ريال مدريد، بايرن ميونخ، مانشستر سيتي، وليفربول، عندما تفوز بالبطولات المحلية أو القارية أو العالمية، نجد لاعبيها من البرازيل أو الأرجنتين يرفعون أعلام بلدانهم الأصلية في الاحتفال، ولم نسمع يومًا أن اتحاد الكرة الإسباني أو الألماني أو الإنجليزي عاقب لاعبًا على ذلك أو شكّل لجنة تأديب له، ولكن عند إتحاد الكرة الطائرة العراقي فهذا يعتبر جريمةً كبيرةً وينتظر مرتكبيها عقوباتِ كبيرة.
لقد رأينا مثلًا في عام 2010 عندما فاز منتخب إسبانيا بكأس العالم بفضل لاعبي برشلونة ومعظمهم من إقليم كتالونيا، كيف رفع تشافي وإنييستا علم كتالونيا أثناء الاحتفال، ولم يتعرض أي منهما لأي عقوبةمن قبل إتحاد الكرة الإسباني .
أما في العراق، فلو أن لاعبة رفعت علم كردستان، فإن العقوبة جاهزة واللجان التأديبية تُشكّل فورًا!

