الكاتب..حمزة مصطفى
دخلت الحملة الانتخابية آخر مراحلها، فلم يعد يفصلنا عن إجراء الانتخابات في الحادي عشر من الشهر المقبل سوى أقل من شهر. طرح المرشحون برامجهم وأهدافهم ووزعوا شعارات حملاتهم الانتخابية في عموم البلاد ولم يعد أمام الجميع سوى انتظار يوم الحسم الذي بقدر ما تبيض فيه وجوه تسود وجوه بصرف النظر عن طبيعة الشعارات والأهداف أو المبالغ التي أنفقت.
ففي النهاية الرأي القاطع هو للمواطن، الذي يقرر من ينتخب، سواء كانت رغبته حقيقية أم جاءت نتيجة ضغوط أو موالاة لهذا الطرف أو ذاك أو ربما الإعجاب ببعض البرامج البراقة. والواقع أن أية قراءة للغالبية العظمى من البرامج وطبقا لأية قراءة لمضامينها تهدف الى بناء دولة قوية وقادرة على تحقيق المزيد من التقدم والازدهار فإن طرق التعبير عن هذه البرامج والأهداف، التي ينوي المرشحون تحقيقها في حال فازوا في الانتخابات تتباين من مرشح الى آخر ومن حزب الى آخر ومن كتلة الى أخرى بل والأهم وربما الأخطر هنا من مكون الى آخر.
وفي سياق الحملات وشعاراتها ومدى واقعيتها وملامستها لهموم المواطن ومتطلباته فإن من الضروري التأكيد إنه لا يكفي أن ننثر في الشوارع والساحات وبين البيوت والعمارات برامج وأمنيات على شكل لافتات بألوان زاهية تسر الناظرين. فهذه وحدها لن تكون مصدر جذب للمواطن بل غالبيتها في الواقع تبنى، إما على تجارب سابقة خصوصا للقوى السياسية التي كرست وجودها في المشهد السياسي، أو محاولات تقديم إغراءات شعاراتية للمواطن عسى ولعل أن ينجذب اليها بهدف التغيير نحو الأفضل.
يضاف الى ذلك فإنه في الوقت الذي تبدو فيه الأهداف والبرامج واضحة المعالم ولا لبس فيها، لكن الطرق والأساليب التي تتبع في جلب الناخبين لغرض وصول هذا المرشح أو ذاك الى البرلمان القادم تصادر مضمون البرنامج بل تنسفه نسفا. فطبقا لما يشاهده المرء وما يجري تداوله في مختلف الوسائل والوسائط الإعلامية المختلفة فإن من بين الطرق التي يجري إتباعها هي بيع البطاقات الانتخابية وشراء الأصوات الى الحد الذي بات يجري الحديث عن بورصة بهذا الشأن. وهذا يعد أول مؤشر على أن الميدان يختلف عن الشعارات واللافتات.
وبالإضافة الى ذلك فإن الأسلوب الآخر الذي يجب الانتباه اليه هو طريقة الاستعانة بالعشيرة. ومع أن الاستعانة بالعشيرة أمر يبدو طبيعيا، لكن الذي يحصل هو ليس استعانة بناء على برنامج يطرحه المرشح بل هو نوع من الاستدعاء للعشيرة وكأن المرشح في حالة حرب لا تنافس انتخابي بأساليب ديمقراطية وطبقا لمبدأ تكافؤ الفرص أمام الجميع. المرشح في النهاية وفي حال فوزه يمثل دائرته الانتخابية لا عشيرته، والأهم إنه يمثل كل العراق.
المصدر .. الصباح