لقد ألحق الصراع السياسي غير الصحي، والأنانية الضيقة، والاستبداد، ونخبوية الأحزاب، والبريق الحزبي الخاوي، والتفاخر المصطنع، أضرارا جسيمة بالمكانة السياسية والدبلوماسية لإقليم كوردستان.
وتمت التضحية بالرواتب والاستحقاقات المالية المشروعة لحياة المواطنين من أجل ألاعيب سياسية، حتى غدت أرزاق الموظفين وأحوال الناس اليومية رهينة للمساومات، وتدهور السوق ومستوى المعيشة بشكل مقلق.
إن تصحيح هذا العبء التاريخي لايمكن أن يتحقق إلا عبر حزب بمستوى الاتحاد الوطني الكوردستاني، ولاسيما تحت قيادة الرئيس بافل، الذي أثبت خلال السنوات الماضية قدرة راسخة على تحقيق إنجازات مهمة وإمكانات دبلوماسية عالية لتوحيد ملفات أساسية ترتبط مباشرة بمصالح شعبنا.
-
بفعل الممارسات السياسية الظالمة ومحاولات تهميش قضايا الإقليم وإخراجها من الإطار الدستوري، تحولت قضية الرواتب والاستحقاقات المالية المشروعة لإقليم كوردستان إلى معضلة تتأرجح بين الوصول والتأخير، تاركة الكثير من موظفي الإقليم في حالة من الغموض وعدم اليقين.
وقد جعل الرئيس بافل، بصفته قائدا سياسيا وميدانيا، حلّ هذه المسألة أولوية قصوى، فقام بزيارات متواصلة إلى بغداد، وأرسى تفاهمات متبادلة بين الحكومتين لصالح موظفي الإقليم، ليصدر لأول مرة قرار بصرف رواتب موظفي الدولة في كوردستان.
كانت تلك الخطوة إنجازا تاريخيا للرئيس بافل، وأرست في الوقت نفسه قاعدة صلبة لخطوات لاحقة باتجاه معالجة بقية الملفات العالقة بين الحكومتين.
لقد نجح الاتحاد الوطني الكوردستاني في توجيه مسار الحكم نحو العدالة والشفافية والنزاهة، وترسيخ هذه القيم في انتخابات برلمان كوردستان، ليكون ذلك للمرة الأولى وبصورة دائمة.
ومن خلال الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، تمكن الاتحاد من كسر معادلة الهيمنة الأحادية (1+ 50)، وضمان تشكيل حكومة خدمية حقيقية تنبثق عن الإجراءات الديمقراطية.
-
لقد جعلت نتائج الاستفتاء، وصمود شعبنا، ومصير كركوك المعلقّ بين مسارين غامضين، القضية الكوردية أمام خيار مصيري بين الحرب والدمار الكبير، وبعد سنوات من نضال الكورد من أجل استعادة موقعهم في كركوك، كان للاتحاد الوطني الكوردستاني، عبر حضوره القوي في المدينة ومبادرات الرئيس بافل الدبلوماسية، الدور الحاسم في أن يكون الحارس الكوردي لكركوك، فمن خلال إعادة تثبيت الهوية المشروعة للمدينة، وإيصال رسالة سلام ووحدة، وخدمة أهلها، وتعزيز مكانة الهوية الكوردية فيها، واصل الاتحاد مهمة تاريخية حمل لواءها مام جلال من أجل كركوك وأهلها.
-
بعد سنوات من قمع ومنع التصويت الحر للكيانات وفرض نموذج قانون انتخابي تقليدي — الذي كان مصدر عار وألم لجميع الأحزاب السياسية في الإقليم مرة أخرى، بجهود الرئيس بافل والإرادة القوية للاتحاد، أعيد تشكيل القانون لصالح شعب كوردستان، مما سمح للأحزاب بالترشح وللمواطنين بالإدلاء بصوتهم الذي يختارونه إلى برلمان كوردستان.
-
كواجب أخلاقي وإداري تجاه شهداء حلبجة، نجح الرئيس بافل، عبر الجهود الدبلوماسية في بغداد ومن خلال الكتلة البرلمانية للاتحاد، عمليا في تحويل حلبجة إلى محافظة معترف بها لتكون المحافظة التاسعة عشرة في العراق.
-
لطالما رفض الاتحاد وأبدى رفضه لأي تلميحات عن ارتباط خفي مع بعض القوى السياسية العراقية أو دول أجنبية. استخُدمت العديد من الأبيات، الأغاني، والقصص لبث الشك في العلاقات الداخلية والخارجية للاتحاد الوطني الكوردستاني؛ لكن الاتحاد، باتباع سياسة كوردية ووطنية مبنية على الكرامة، الصداقة، السلام، والابتعاد عن الانخراطات الطائفية أو الإقليمية أو الدولية، كشف زيف تلك الاتهامات، وانتهى بها المطاف إلى إثبات بطلانها.

