إيلين علي
تُعدّ المناطق المستقطعة من أكثر الملفات تعقيدًا في المشهد العراقي، نظرًا لتنوعها القومي والمذهبي، وخصوصية تركيبتها التي تجمع بين العرب والكورد والتركمان والمكوّنات الأخرى. فهي تمثل مرآة دقيقة لتوازنات العراق السياسية والاجتماعية، ومؤشرًا واضحًا على مستوى التعايش داخل البلاد.
وفي ظل ما تواجهه هذه المناطق من تحديات أمنية وخدمية متكررة، برز الاتحاد الوطني الكوردستاني بوصفه صمّام الأمان الحقيقي فيها، مستندًا إلى تاريخ طويل من الحضور السياسي المتزن والعلاقات المتجذّرة مع جميع المكوّنات.
حضور انتخابي يعكس الثقة الشعبية
يرى مراقبون أن النتائج التي حققها الاتحاد الوطني الكوردستاني في الانتخابات البرلمانية الأخيرة داخل المناطق المستقطعة ديالى، كركوك، صلاح الدين، ونينوى لم تكن مجرد مكسب انتخابي عابر، بل رسالة واضحة تعبّر عن تجدد الثقة بالحزب كقوة سياسية قادرة على حماية الاستقرار، ومنع عودة التوترات القومية أو الطائفية التي تهدد وحدة هذه المدن وتنوعها. حيث حصد مقاعد واصوات بما يؤهله ليكون الصوت الكوردي الاول في تلك المناطق.
رؤية سياسية تُرسّخ الاستقرار
منذ سنوات، ينتهج الاتحاد الوطني الكوردستاني في تعامله مع المناطق المستقطعة سياسة الحوار والتهدئة، مؤكدًا أن هذه المناطق لا يمكن أن تستقر إلا عبر شراكة حقيقية واحترام متبادل بين جميع المكوّنات.
هذا النهج جعل من الحزب طرفًا موثوقًا ومقبولًا لدى مختلف الفئات، ومساحة آمنة للقاء المختلفين سياسيًا وطائفيًا، وهو ما عزّز صورته كقوة ضامنة لوحدة الموقف في تلك المناطق.
دور فاعل في البرلمان والميدان
الحضور البرلماني لنواب الاتحاد الوطني الكوردستاني كان له أثر واضح في نقل قضايا المناطق المستقطعة إلى قبة البرلمان، من ملفات الأمن والخدمات، إلى قضايا النازحين وحقوق السكان المحليين.
كما دعم الحزب المبادرات الحكومية التي تسعى إلى تحقيق التوازن في إدارة هذه المناطق، ما انعكس إيجابًا على استقرارها السياسي والخدمي، وقرّبها من مسار التنمية بعد سنوات من الإهمال.
المناطق المستقطعة بين التحدي والأمل

