كتابة : ژینەر محەمەد
ترجمة: نرمين عثمان محمد
لغة الجسد تمثل لغة أخرى بحد ذاتها، فكل إنسان خارج حدود اللغة البيولوجية يمكنه عبر تحريك ملامح وجهه وعينيه ويديه وأصابعه أن يبرز لغة خفية خاصة به، يوصل بها ما تعجز الكلمات عن نقله. هذه اللغة الجسدية، في الاستخدام السياسي تحديدًا، تتخذ بعدًا آخر، إذ إن كثيرًا من القادة التاريخيين اشتهروا بلغة أجسادهم وتعابيرهم أكثر من خطاباتهم وأقوالهم.
علم النفس وعلم الدلالات يؤكدان أن لغة الجسد تمكّن الإنسان من إرسال إشارات غير لفظية، ذات تأثير قوي ومغزى عميق إلى الآخرين، فهذه الإشارات لا تقتصر على حركات الوجه أو الجسد فحسب، بل تتجاوزها لتكشف عن معانٍ ودلالات متعددة.
وقد أصبحت هذه اللغة غير اللفظية موضع اهتمام الباحثين والمراقبين، خاصة في الحملات الانتخابيةومن هذا المنطلق فإن َالرئيس بافل جلال طالباني، داخل المشهد السياسي في كردستان، أصبح اليوم أكثر من غيره رمزًا وطنيًا محبوبًا من الشارع العام، هذا الحب والقبول العام لا يعود فقط إلى صراحته وبساطته الطبيعية بايولوجياً، بل إلى إتقانه استخدام لغة الجسد التي تحولت إلى وسيلة مؤثرة في تشكيل الرأي العام، إذ إنها تمثل تجربة جديدة في السياسة الكردستانية، رئيس يتمكن ببساطة ومن خلال تعابير جسده من إيصال ما قد تعجز اللغة عن التعبير عنه بالكلمات،بساطته وتلقائيته، كسره للميكروفون، إنتزاعِهِ لربطة عنقه ِ،قفزهِ على الزهور الموضوعة في ملتقى(ميري)، قضاءِهِ على ذبابةِ داهمتهُ، وغيرها من الحركات التي قام بها في الآونة الأخيرة، كلها لفتت أنظار الناس ولامست وجدانهم.
هذه التفاعلات الجسدية ليست مجرد مؤشرات على أنه “رئيس بسيط” كما يحبه الناس، بل لأن الجمهور يدرك المعاني الكامنة وراءها، أو يجد لها تفسيرًا إنسانيًا خاصًا به. ولا شك أن أياً من تلك الحركات لم يكن خاليًا من رسالة أو مضمون سياسي مقصود.