رودولف ديزل، المهندس الألماني الذي غيّر مسار الصناعة الحديثة، نجح عام 1897 في تشغيل أوّل محرّك ديزل عملي بعد سنوات طويلة من التجارب المضنية، حتى إنّ أحد الانفجارات أثناء الاختبار كاد أن يودي بحياته.
كانت فكرته الثورية تقوم على مبدأ «الاشتعال بالانضغاط»، أي اشتعال الوقود بفعل ضغط الهواء المرتفع داخل الأسطوانة من دون الحاجة إلى شرارة، وهو ما جعل محرّكه أكثر كفاءة بكثير من المحرّكات البخارية المنتشرة في ذلك العصر.
لقد أحدث اختراعه ثورة حقيقية في عالم الطاقة والنقل. فبحسب شركة «ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة»، أسهم محرّك الديزل في تشغيل المصانع والسفن والقاطرات والسيارات، بفضل كفاءته العالية في استهلاك الوقود، وقدرته الكبيرة على توليد عزم دوران مرتفع، وطول عمره التشغيلي.
وبفضل هذه المزايا، أصبح محرّك الديزل قاعدة أساسية لتطوّر قطاعات توليد الطاقة والنقل البحري والبري والمعدات العسكرية، وأسهم في إعادة تشكيل بنية البنية التحتية للطاقة والنقل على مستوى العالم.
ورغم مرور أكثر من مئة عام، ما زالت المحرّكات الحديثة تعتمد على المبادئ التي وضعها رودولف ديزل، فيما تستمر الجهود لتطويرها نحو وقود أنظف وتقنيات أكثر استدامة. وهكذا يبقى إرثه حاضرًا في كل محرّك يشغّل سفينة أو قطارًا أو مولّد كهرباء في مختلف أنحاء العالم.