كتب/ د. كمال عبدالله
باحث أكاديمي
تضمنت نظرية إطار الأرض”دوغلاس سبليكمان” ونظرية رقعة الشطرنج للمفكر زبيغنيف بيجنسكي”،أهمية جيوستراتيجية أوروآسيا في استراتيجية السيطرة العالمية، لذلك سعت الإدارات الأمريكية الى تعزيز قدراتها العسكرية والاقتصادية وتحالفاتها وفق استراتيجية “العزل “تجاه النفوذ الصيني في المنطقة و”التطويق والإحاطة” تجاه الاتحاد السوفييتي سابقا وروسيا حاليا، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
ولقد تم التركيز على هذه المنطقة ضمن استراتيجية الحرب على الإرهاب منذ أحداث 11 سيبتمبر2001، التي ألحقت خسارة معنوية وأمنية وسياسية واقتصادية بمكانة الولايات المتحدة الأمريكية.
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والرئيس الصيني شي جينبينغ ـ عقدا قمةً على هامش أعمال اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) في كوريا الجنوبية، في 29 أكتوبر 2025. تُمثِّل هذه القمة الدبلوماسية في العلاقات الأمريكية-الصينية، إعادة معايير تصاعد التنافس الاستراتيجي، وهو التنافس الذي يشكل أحد أهم الأهداف السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الصين، وتأثير إنعكاسات ذلك على السياسات الإقليمية في الشرق الأوسط. تُشكل جيواستراتيجية آسيا أحد أهم الأقاليم الحيوية في الاستراتيجية الأمركية في سعيها للسيطرة العالمية وللحد من الطموح العالمي للصين من خلال إضعاف شركائها الأساسيين في الشرق الأوسط والتي تتمثل في الضربات العدوانية ضد الأهداف النووية في إيران في الحرب الأخيرة، بالمقابل فقد تركت هذه الستراتيجية أعمق دون حل، بما في ذلك سياسة الصين العدائية في بحر الصين الجنوبي وقضية تايوان، والسياسة الصناعية للصين، ومسألة تصدير شرائح الذكاء الاصطناعي المتطورة التي تنتجها شركة إنفيديا الأمريكية.

تجسد هذه الاستراتيجية الأمريكية فهماً دقيقاً لـ “لعبة الكبرى الجديدة” في العلاقات الأمريكية الصينية حيث تُعَد الصين العدو الأقوى و الأخطر بالنسبة لأمن مصالحها العالمية ، لذلك تعمل على تفكيك شبكة شراكتها وتحالفاتها في آسيا لتقيل نفوذها الجيوسياسي والاقتصادي باستخدام استراتيجية استباقية لتأمين بيئة جيوسياسية في الدول الآسيوية، حيث مثلت جولة الرئيس ترمب في آسيا، التي شملت ماليزيا وطوكيو وكوريا الجنوبية، تحولاً استراتيجياً من المواجهة التجارية إلى توحيد التحالفات.
كان للقمة التي جمعت ترمب برئيسة الوزراء اليابانية سناي تاكايشي نتائج شملت قطع طوكيو تعهدات دفاعية تشمل تعزيز شراء معدات عسكرية أمريكية الصنع، والتوصل إلى اتفاق لتصدير المعادن النادرة، مما يشير إلى تعاون استراتيجي وتكنولوجي أعمق. وفي كوريا الجنوبية.


