ها نحن في عصر يقال فيه: سنضع قواعداً لضمان أن الذكاء الاصطناعي يخدم الإنسان والكوكب. ثم في لحظة رعب تنافسية، نمسك بالقواعد ونقول: أوقفناها مؤقتاً حتى نلحق بالآخرين.
النكتة؟ أن الإنسان، الكوكب، الخصوصية، كانوا في البداية “القضية”. ثم أصبحوا “كلفة”. والمنافسة الاقتصادية، كانت “السبب”.
فبدل أن تكون الحوكمة متمحورة حول القيم، صارت ورقة تُلعب بها حين الحاجة.
في النهاية، نرى أن كل هذه الشعارات عن “حماية الإنسان”، “الأخلاق”، “المستقبل المستدام” ما هي إلا واجهة. والمزاج الحقيقي الذي يحرك القرار؟ خوف، مادية، وسلطة. وللأسف، في هذه اللعبة، الضحية هو الإنسان والكوكب نفسه.
الاتحاد الأوروبي كان قد وضع تشريعات صارمة لحوكمة الذكاء الاصطناعي وحماية الخصوصية. لكن مع ضغوط الشركات الكبرى، أصبح مستعدا لتخفيف تلك القوانين من أجل التنافس مع الولايات المتحدة والصين.
هذا مثالا واضحا على كيف تتآكل القيم الإنسانية في عالم التجارة؟
يظهر منافس فجأة فتصبح الخصوصية والبيئة مجرد «تكلفة» في وجه المنافسة.
كل هذا يظهر بوضوح: البشر يضعون القوانين لتحقيق مصالحهم المادية والسياسية، وليس لتحقيق الفائدة العامة.