تقرير ريبر إبراهيم
تتواصل تحركات القوى السياسية عقب إعلان النتائج النهائية للانتخابات في مسعى لترتيب الاستحقاقات الدستورية المقبلة بعد مصادقة المحكمة الاتحادية على النتائج خلال المدد المحددة تمهيداً لدعوة مجلس النواب الجديد إلى عقد أولى جلساته والتي يجري خلالها انتخاب رئيس المجلس ونائبيه.
رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل جلال طالباني، شدد خلال حملة انتخابات مجلس النواب العراقي وفي مناسبات عدة، أن الاتحاد لن يقبل بتكرار تجربة تشكيل حكومة حزبية ضيقة الأجندة كما حصل سابقاً، بل يدعم تشكيل حكومة تكون في خدمة المواطنين، مشدداً على أن الحكومة المقبلة يجب أن تكون حكومة خدمة عامة لا حكومة مصالح حزبية.
كما أكد طالباني خلال لقائه الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة محمد الحسان في السليمانية مؤخرا، ان نجاح العملية الانتخابية كان دافعا جيدا لتطوير العملية الديمقراطية وحماية استقرار العراق، فيما أشار إلى ان الاتحاد الوطني الكوردستاني حريص على توحيد الجهود الوطنية لتشكيل حكومة مصدرها اسس الدستور والتعاون وخدمة المواطنين، لان المواطنين يستحقون المزيد من الخدمات.
ويرى مراقبون أن الاتحاد الوطني الكوردستاني كقوة سياسية فاعلة في المشهد السياسي العراقي يسعى إلى تشكيل حكومة إقليم كوردستان والحكومة الاتحادية الجديدة وفق السياقات والتوقيتات القانونية والدستورية، كما انه يرى أنّ الهدف الأساس من تشكيلهما يجب أن يكون خدمة المواطنين وتحقيق الشراكة الحقيقية، ورفض سياسات التمييز والإقصاء.
ويعتمد الاتحاد الوطني الكوردستاني سياسة واضحة وشفافة بخصوص تشكيل الحكومة الجديدة في الإقليم، إذ يؤكد ضرورة الإسراع في تشكيل الكابينة المقبلة، لكن وفق شروط محددة، أبرزها: عدم الاكتفاء بشراكة شكلية، ضمان عدم تكرار التمييز بين مناطق الإقليم، العمل بروح مهنية وبنهج ناجح مشابه لتجارب الكابينات الإدارية الأكثر فاعلية سابقاً.
يأتي هذا في وقت يكثّف فيه الاتحاد الوطني جهوده لترسيخ الشراكة الحقيقية ومنع التفرد بالقرار في العراق وإقليم كوردستان، إذ يؤكد أن مفهوم الشراكة لا يعني المشاركة في الحكومة أو توزيع المناصب فقط، بل المشاركة الفعلية في صناعة القرارات المصيرية ورسم السياسات وممارسة الحكم بما يخدم المواطنين.