لقي الهجوم الجوي الذي استهدف حقل كورمور الغازي في مدينة جمجمال ضمن محافظة السليمانية ليل السادس والعشرين من تشرين الثاني 2025، إدانات واسعة، واستنكارا شديدا لانتهاك مصالح إقليم كوردستان ومواطنيه.
ووصفت جهات سياسية وأمنية وإسلامية الهجوم بأنه اعتداء آثم وانتهاج صارخ، وفيما أعربت عن تضامنها الكامل مع إقليم كوردستان في حفظ مصالحه وبناه التحتية الاقتصادية التي تشكل عصب الاقتصاد المحلي، دعت إلى الكشف عن هوية المنفذين وجرهم للمحاكم لينالوا جزاءهم العادل.
وتعرض حقل كورمور الغازي في السليمانية الى العديد من الهجمات الصاروخية خلال السنوات الماضية دون معرفة او كشف مصدر الصواريخ التي تستهدف الحقل.
فقد أدان رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل جلال طالباني الهجوم الارهابي، مؤكدا بيان: ان “استهداف الحقل أمر مرفوض وندينه بشدة”، مشددا ان “الهدف منه الاضرار بمعيشة مواطنينا في اقليم كوردستان والعراق وتخريب الاستقرار في بلدنا”، معتبرا ان “السلاح يجب ان يكون بيد الدولة فقط، اما الميليشيات التي تعمل خارج سيادة القانون يجب ان تحل و تعتقل”.
كما أدان رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني بشدة الهجوم، معتبرا إياه “استهدافا للبنى التحتية الاقتصادية والخدمات العامة في العراق وإقليم كوردستان، وتهديدا مباشرا لأمن واستقرار البلاد، مطالبا الحكومة الاتحادية والمؤسسات الأمنية، ببذل جهود جادة واتخاذ الإجراءات اللازمة والفعالة لمحاسبة ومعاقبة مرتكبي هذه الجريمة ومنع تكرارها”.

من جانبه، ادان نائب رئيس حكومة اقليم كوردستان قوباد طالباني بشدة الهجوم ، وقال إن “تكرار مثل هذه الهجمات ضد البنى الاقتصادية في إقليم كوردستان تطور خطير يحتاج إلى خطوات فعلية”.
ودعا طالباني الحكومة الاتحادية إلى التوصل وإلاعلان عن منفذي هذه الجريمة ومن يقف وراءهم إلى الرأي العام بأسرع وقت وأن يواجهوا العقوبات والمساءلة القانونية اللازمة.

كما استنكر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الهجوم بأشد العبارات، عادّاً إياه هجوماً على العراق بأكمله، فيما وجه بتشكيل لجنة تحقيق مشتركة ستباشر مهامها في أقرب وقت، للكشف عن المنفذين وإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة.

بدوره ادان اتحاد علماء الدين الإسلامي في كوردستان الهجوم، واصفاً إياه بـ”الجريمة الكبرى” و”العمل المحرم شرعاً” الذي يستهدف قوت المواطنين.
واكد في بيان، أن “الهجوم يمثل استهدافاً للبنية التحتية الاقتصادية ومحاولة لتعكير صفو الأمن”، معتبرا أن “الإضرار بحياة الناس والمصالح العامة والعبث بالثروات الوطنية يُعد كبيرة من الكبائر وعملاً حراماً وفقاً لمبادئ الدين الإسلامي”.

من جهتها، عدّت قيادة العمليات المشتركة، القصف الذي استهدف حقل كورمور الغازي في محافظة السليمانية، “عملاً إرهابياً خطيراً” يستهدف الأمن الاقتصادي للعراق ومصالح مواطنيه.
وقالت في بيان ان الهجوم “يشكل تهديداً مباشراً لمصالح العراقيين وعملاً إرهابياً خطيراً لعرقلة وتأخير الجهود الساعية لترسيخ الاستقرار الأمني والاقتصادي”.

شركة “دانة غاز” الإماراتية، المشغلة للحقل من جهتها اشارت الى أن الهجوم ادى الى احتراق أحد خزانات الغاز المسال في المنشأة، مؤكدة عدم تسجيل أي إصابات بشرية”، مشيرة في ذات الوقت الى أن “فرق الطوارئ تمكنت من السيطرة على الموقف”، لافتة إلى الجهود متواصلة لـ”ضمان سلامة المنشآت واستئناف العمل بمجرد استكمال عمليات التقييم والإصلاح”.


