الكاتب .. ماجد زيدان
الان باشرت الهيئات التعليمية وبعدها بأيام سينتظم ملاين الطلبة والطالبات في الدوام المدرسي , وهذه الاعداد بحاجة الى مستلزمات لها اول وما لها اخر من الملابس المدرسية والقرطاسية الى الكتب الدراسية غير المتوفرة هذا العام بالكميات المطلوبة في مخازن المدارس , وبالتالي على ذوي التلاميذ والطلبة توفيرها من السوق وبأسعار باهظة ترهق ميزانيتهم , اذا كانت لديهم اصلا الاموال لشراء ما تطلبه الدراسة .وطبعا اذا تركنا مستلزمات التربويين جانبا التي لا تقل اهمية عما ذكرنا .
ايام زمان كان الطالب يحصل على الاحتياجات المدرسية منذ اليوم الاول لمباشرته في الدوام وبكميات قد تفوق حاجاته ويخزن منها للعام المقبل او يعطي منها لأخوته.. ولكن هذا الحال لم يستمر مع السياسات المدمرة للتعليم واستنزاف الموارد الاقتصادية على الحروب العبثية وتثبيت اركان السلطات المتعاقبة المناوئة للشعب , ثم وصل الحال بمدارسنا الى ما نحن فيه من تدهور واستشراء للفساد بأشكاله وانواعه على مرأى ومسمع ذوي الشأن دون ان يحركوا ساكنا اذا لم يساهموا به .
والاكثر من ذلك على الاهالي ان يدخروا شيئا من المال في ظل الظروف المزرية للتبرع به للمدارس تحت عناوين شتى , تتفنن بعض الادارات والعاملين فيها في كيفية تبريع الطلبة وابتزازهم اقتصاديا .
اليوم , الحديث في البيوت عن توفير هذه المستلزمات والغلاء الفاحش للأسعار بسبب الازمة الاقتصادية المبتلى بها شعبنا وعدم استفادته من موارده الهائلة واختفاء منافذ البيع الحكومية التي كانت تقدم هذه المواد بأسعار مدعومة وتكون عاملا في منع المضاربة ولإزاحة بعض الاثقال عما ينوء به كاهلهم .
كانت العوائل تفرح بقدوم موسم بدء العام الدراسي وتشرك طلابها معها, في الاعوام الاخيرة اصبح ثقيلا وتحاول بشتى الاعذار ان تتهرب من الاستجابة الى الطلبات الضرورية , بل ان الفئات الفقيرة تدفع ابنائها الى سوق العمل على الدراسة وتدوير المستعمل والمستهلك لتجديد عمره .
ان بقاء الوضع على ما هو سيؤدي الى ان يكون العام الدراسي الاسوء مما سبق , فليس بإمكان وزارة التربية تطبيق برامجها وتوفير المناهج المقررة بعد اعلانها عن فشلها في طباعتها ولا نعرف شيئا عن القرطاسية التي ينبغي ان توزع في الايام الاولى لتأكيد الجدية والاهتمام بالعملية التربوية والحد من ارتفاع اسعار القرطاسية في الاسواق .
لم نلحظ اهتمام من القائمين على التعليم في كيفية التخفيف عن الفئات الفقيرة ومساعدتها في ارسال ابنائها الى المدارس وتقليص الموسم المدارس عبء اضافي على العائلةفوارق بين الطلبة الاغنياء والفقراء في اقتناء المستلزمات .
المشكلات عديدة تشمل طائفة واسعة مما يلزم ليكون العام الدراسي في حالة من المقبولية والمعقولية ولا توجد خطط لوضع حلول لها على وجه السرعة والاستفادة من الخبرات التي تختزنها الجهات المعنية.
نقلا عن المعلومة