سلّط الكاتب والصحفي محمد شيخ عثمان الضوء على ما وصفه بـ”تصاعد التوجيه العبثي في بعض المنصات الإعلامية”في إقليم كوردستان، محذراً من أن هذا النهج بات يهدد الثقة العامة ويشوّه صورة التجربة السياسية والحكومية في الإقليم.
وقال شيخ عثمان في تحليل موسّع إن حاجة الإقليم اليوم تتطلب“أعلى درجات الانضباط والمسؤولية في الخطاب الإعلامي”، إلا أن بعض التغطيات الأخيرة بشأن حادثة قصف حقل كورمور انزلقت – بحسب وصفه – نحو التأويل والتحريض ومحاولة صناعة صراع داخلي لا يخدم سوى مطلقيه.
وأشار إلى أن موقف نائب رئيس حكومة الإقليم قوباد طالباني، الذي أدان التغطيات“المضلِّلة”، يعكس حجم خطورة هذا السلوك الإعلامي، مؤكداً أن الحقيقة “مهما شوّهتها الدعاية، لا بد أن تظهر كما يظهر ضوء الشمس”.
وأضاف شيخ عثمان أن ما يُعرف بـ”إعلام الظل” المرتبط بالبارتي بات يحظى بنفوذ وانتشار يفوق الإعلام الرسمي، ما أدى إلى خلط كبير لدى المتلقين بين الخطاب المؤسسي والمواقف غير المنضبطة، وهو ما يشكل – حسب قوله – خطراً على جميع الأطراف وليس على الاتحاد الوطني وحده.
وأوضح أن استمرار هذا النهج لا يضر بالخصوم كما يتصور البعض، بل ينعكس أولاً على الجهات التي تموّله وتديره، لأن الإعلام حين يفقد المهنية يصبح عبئاً على صاحبه وسبباً في تراجع صدقيته وتأثيره.
ودعا شيخ عثمان جميع القوى السياسية، وفي مقدمتها قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني، إلى “تصويب خطابها الإعلامي والابتعاد عن خلق عدو داخلي أو صناعة صراع وهمي”، مؤكداً أن المرحلة الحالية تتطلب إعلاماً مسؤولاً يحمي الاستقرار ويعيد الاعتبار للمهنة وأدواتها.
وختم بالقول إن“لغة العقل وحدها قادرة على حماية وحدة الصف”، وإن إدارة الإعلام دون حكمة قد تحول المشهد الإعلامي إلى ساحة فوضى تبتلع الجميع بلا استثناء.
