محمد البغدادي
عادت رائحة الكبريت للانتشار في العاصمة بغداد بعد أقل من أسبوع على تسجيل مستويات تلوث غير مسبوقة.وتاثرت مناطق المنصور- الغزالية- الشعلة- الدورة- الكرادة- زيونة، فيما ظهرت الأعراض على المواطنين – إحساس بالحرقة في العينين- صداع خفيف.
وعدت مصادر طبية الأسباب المحتملة بحق النفايات وتشغيل معامل الطابوق واستخدام وقود منخفض الجودة.

يشار الى أن رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني قد وجه بتشكيل لجنة متخصصة لدراسة حالة التلوث وتكرار انبعاث رائحة الكبريت وإغلاق معامل الطابوق غير المجازة واتخاذ إجراءات لخفض الانبعاثات.
المتنبئ الجوّي صادق عطيّة، كان قد تحدث في وقت سابق عن زيادة في كميات ثاني أوكسيد الكبريت في أجواء بغداد بنسبة 60 ملغم/ متر، الأمر الذي تسبب بانتشار رائحة كريهة تشبه رائحة الكبريت، فيما أوضح أن حرق الوقود الأحفوري يعتبر المصدر الأوّل لثاني أوكسيد الكبريت، إذ يصل التّلوّث النّاجم عنه إلى مستويات خطرة بالقرب من المحطّات التي تعمل على الفحم ومن مصافي النّفط وفي المناطق ذات الطابع الصناعي.
ويقول الباحث في مجال البيئة، شكري الحسن، في حديث صحفي، إن”هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء تلوث الهواء في بغداد أبرزها الانبعاثات الغازية ومصفى الدورة ومحطات توليد الكهرباء المنتشرة في المناطق السكنية في العاصمة”، موضحا أن”كثرة السيارات بشكل كبير تدخل أيضاً ضمن المسببات”.

في الاثناء كشفت شركة IQAir السويسرية المتخصصة بمراقبة جودة الهواء العالمية، خلال الفترة القليلة الماضية، عن تصدر العاصمة العراقية بغداد قائمة المدن الأكثر تلوثاً في العالم، مؤكدة أن”مستويات التلوث في بغداد تجاوزت مدن مثل لاهور في باكستان، القاهرة في مصر، ودلهي في الهند”.
وبحسب مسح عالمي لنفس الشركة أجري العام الماضي، فقد حل العراق بالمرتبة الثانية كأكثر دول العالم تلوثاً حيث تدهورت جودة الهواء إلى 80.1 ميكروغراما من جزيئات PM2.5 لكل متر مكعب من 49.7 ميكروغراما في العام 2021.

ويبين المسح الذي صدر في العام 2023، إلى حلول العاصمة بغداد بالمرتبة 13 بين أكثر المدن تلوثا في العالم حيث تدهورت جودة الهواء إلى 86.7 ميكروغراما من جزيئات PM2.5 لكل متر مكعب من 49.7 ميكروغراما، كما سجلت مدينة أربيل نسبة تلوث بـ34 ميكروغراما من جزيئات PM2.5 لكل متر مكعب، ما يدل على الهواء في بغداد يزداد سوءاً عاماً بعد آخر. وفق شركة IQAir السويسرية.


