في قلب الناصرية، وبين الأزقة الهادئة في محلة الصابئة، تقف أم منتظر، امرأة أربعينية، بابتسامة قوية ويدٍ ثابتة، لتروي حكاية كفاحها في مشروعها الصغير “مكوى روز”، أول مشروع نسائي لكوي الملابس في المدينة.
مشروع أم منتظر لم يكن مجرد مصدر رزق، بل كان إرادة حياة، حيث تعمل على تأمين احتياجات أبنائها الأربعة، الذين يدرسون في الجامعات أو المدارس.
تقول أم منتظر: “كنت أتمنى أن أكمل تعليمي، لكن الحياة لم تُمهلني. تحمّلت مسؤولية أولادي وأنا أعمل بجد لتأمين مستقبلهم”.
هذا المشروع الصغير ألهم العديد من النساء في ذي قار، حيث سجلت المحافظة 158 مشروعاً صغيراً ومتوسطاً تقودها نساء، تتنوع بين مشاغل الخياطة والحرف اليدوية ومنتجات العناية بالبشرة.
رئيس غرفة صناعة ذي قار، عبد الوهاب الطرشة، أكد أن الدعم المقدم للنساء لا يقتصر على التدريب أو الإرشاد، بل يشمل إجراءات جوهرية مثل تسجيل اسم المشروع رسمياً ومنح إجازات عمل.
ومع ذلك، فإن التحديات لا تزال قائمة، حيث سجل العراق معدل بطالة نسائية بلغ 28.3%، و62.2% للشابات بين عمر 15 و24 عاماً، وفقاً لتقرير المكتب الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة و”الإسكوا”.