تقرير .. إيلين علي
يمضي العراق بخطى متسارعة نحو تنفيذ مشروع طريق التنمية، ذلك الممر الدولي الذي يبدأ من ميناء الفاو الكبير في أقصى جنوب البلاد، ليمتد بطول يتجاوز 1200 كيلومتر وصولاً إلى الحدود التركية شمالاً.
ويُعد الطريق واحدًا من أكبر المشاريع في تاريخ العراق الحديث، ليس فقط من حيث حجمه وكلفته المقدّرة بأكثر من 17 مليار دولار، بل من حيث هدفه بتحويل العراق إلى مركز حيوي في التجارة والنقل والطاقة، وربطه بدول الخليج وآسيا وأوروبا عبر شبكة حديثة متعددة الوسائط.
من الفاو إلى أوروبا… طريق يربط القارات
يمثل طريق التنمية ممراً تجارياً استراتيجياً يربط العراق بعدة دول محورية تركيا التي تمثل بوابة الطريق إلى أوروبا عبر السكك الحديدية. دول الخليج عبر ميناء الفاو الذي سيكون نقطة انطلاق البضائع القادمة من الإمارات والسعودية وقطر والكويت. آسيا كالصين والهند عبر خطوط التجارة البحرية نحو الفاو. وأوروبا عبر الممر التركي الذي ينفتح على دول الاتحاد الأوروبي.
فوائد اقتصادية تضاعف الإيرادات وتغيّر مستقبل البلاد
يراهن الخبراء على أن المشروع سيشكّل نقلة كبيرة في بنية الاقتصاد العراقي، عبر عوائد سنوية قد تتجاوز 4 – 5 مليارات دولار من النقل واللوجستيات وخلق أكثر من 100 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة خلال سنوات التنفيذ وما بعدها. وإنشاء مناطق صناعية ومخازن تجارية على امتداد الطريق، ما ينعش المدن التي يمر بها، وتقليل كلفة الاستيراد وتسريع وصول البضائع للعراق بدل الأسابيع الطويلة التي تمر عبر البحار والموانئ البعيدة، وجذب استثمارات عالمية في النقل والموانئ والتجارة الحرة.
تأثير مباشر على حياة المواطنين
لا ينعكس طريق التنمية على الاقتصاد وحده، بل يدخل في تفاصيل الحياة اليومية اذ ان سرعة وصول السلع ستؤدي إلى استقرار الأسعار وانخفاض أجور النقل، بينما ستشهد المدن التي يمرّ بها الطريق فنادق ومطاعم ومحطات خدمة ومشاريع صغيرة تخلق فرص عمل للشباب، كما ان شبكة الطرق الحديثة ستسهّل تنقل المواطنين بين المحافظات، وتنعش التجارة المحلية.
أهمية سياسية وأمنية للمشروع
يمثل طريق التنمية ورقة سياسية واقتصادية مهمة في علاقة العراق بدول الجوارحيث يعزّز شراكته مع تركيا ودول الخليج ويقلّل من اعتماده على موانئ دول أخرى ويدعم موقعه الإقليمي كممر رئيسي للطاقة والبضائع.
أما من الجانب الأمني، فيحتاج المشروع إلى حماية متواصلة للبنى التحتية وخطوط السكك والمحطات، لضمان استقرار حركة النقل ومنع أي تعطيل قد يؤثر على حركة التجارة الدولية.
مشروع يكتب فصلاً جديداً في مستقبل العراق



