خاص للمسرى
بدل رفو – النمسا / غراتس
خذني إلى بلادي أيها المسافر
لتطوف قصائدي في وادي لالش،
لتكتسي كلماتي من ثياب محبة الإيزدي،
وتوقه للإنسان رغم الإبادات.
الطريق إلى لالش ليس مجرد مسار جبلي نحو وادٍ مقدّس في كوردستان العراق، إنه رحلة إلى الذات الأولى، إلى الذاكرة التي تحمل ضوء الطفولة ونسيم الطين..الى معنى الطفولة والزمن الجميل .
يقع وادي لالش في منطقة الشيخان، بين جبال هادئة احتفظت بقدسية المكان عبر آلاف السنين. هنا عاش الإيزيديون، وهنا ما يزال التاريخ يتنفس عبر الزيت والنور والذاكرة وهنا السلام طائر يرفرف في سماء لالش.
سنبحر صوب الشيخ حسن،
لنوقد شموعًا من زيت الزيتون،
سنقطع الطرق علّنا نصل حافات البعد.
في المنفى، يضيق العالم مهما اتسعت مدنه. لكن هناك طرق حقيقية تعيدنا إلى أماكن شكلت طفولتنا.

رحلتي إلى لالش كانت عودة إلى ذاتي، إلى رائحة الطفولة، حين كنت ألعب مع أطفال الإيزيديين، أولئك الذين علموني أن الطين يمكن أن يكون قربانًا للفرح، وأن البراءة وطن لا يُحتل. كل ميلٍ نحو الشيخان ولالش استحضر وجوهًا وذكريات، وكل خطوة مسحت غبار الغربة عن قلبي.
يعد قضاء الشيخان إحد أهم مناطق تعايش الأديان ، ومنه يبدأ الطريق الحقيقي نحو معبد لالش، حين وصلت، بدا الهواء أخف، والجبال أعمق صمتًا، كأن الأرض تمارس طقوسها الخاصة في استقبال العائدين وربما حزناً على غربتي الأزلية ووجعي السرمدي
جلس بجنبي شيخ مسن في احد المقاهي على الشارع الرئيسي ، وقال بهدوء يشبه الحكمة:









