الجسر البريّ السعودي ثورة استراتيجية في قلب الشرق الأوسط
بقلم: د. ژیلوان لطيف يار أحمد
ترجمة: نرمين عثمان محمد / عن صحيفة كوردستاني نوي
المشروع المعروف باسم الممر البري السعودي (Saudi Land Bridge) هو واحد من أكبر المشاريع الجيو-اقتصادية في العالم، ويُعدّ جزءًا رئيسيًا من رؤية السعودية 2030، الهادفة إلى تحويل المملكة إلى مركز لوجستي عالمي.
وتبلغ كلفة المشروع المخمنة نحو 7 مليارات دولار أمريكي، ويتمثّل في إنشاء شبكة خط حديدي جديد بطول 1500 كلم ، والذي يربط مباشرةً بين سواحل البحر الأحمر (في الغرب ) في مدينة جدة وسواحل الخليج العربي في مدينة الدمام.
أهمية هذا المشروع لا تكمن في حجمه الهندسي فحسب، بل في التأثير الاستراتيجي والجيوسياسي العميق الذي سيتركه على الجغرافيا التجارية، وأمن الطاقة، والتوازنات السياسية في الشرق الأوسط، فعبور الخط داخل مناطق وعرة مثل صحراء الربع الخالي لا يختصر الزمن فحسب، بل يقلّل أيضًا الاعتماد على نقاط ستراتيجية خطرة مثل مضيق هرمز و قناة السويس.
الأبعاد الاقتصادية وتحوّل الخريطة اللوجستية الإقليمية
صُمّم المشروع أساسًا بوصفه مشروعًا اقتصاديًا ولوجستيًا يهدف بصورة أساسية إلى تحويل المملكة إلى مركز نقل عالمي،وهذا المشروع له العديد من الفوائد الإقتصادية المباشرة وغير المباشرة والتي تؤثر على المنطقة وتتمثل أبرز تلك الآثار فيما يأتي:
أولاً : ثورة في زمن وكلفة النقل
إحدى أهم منجزات هذا المشروع هو تقليل الوقت المستغرق في نقل البضائع بين البحر الأحمر والخليج ، حيث يستغرق شحن البضائع بحرًا في الوقت الحالي ما بين 5 إلى 10 أيام عبر الدوران حول شبه الجزيرة العربية أو عبور قناة السويس،أما عبر الممر البري السعودي فسيتقلص الزمن إلى 18 ساعة فقط.
هذه السرعة ستُحدث تحولاً كبيرًا في سلاسل الإمداد العالمية، إذ تشير التقارير الرسمية إلى أن المشروع سيُخفض التكاليف اللوجستية بنسبة قد تصل بحسب بعض المصادر إلى 40% في أنحاء المملكة.
ثانيًا: إنشاء مراكز لوجستية و إيجاد فرص عمل
المشروع ليس خطًا حديديًا فقط، بل شبكة لوجستية متكاملة تضم إنشاء سبعة موانئ جافة على طول المسار، تتحول هذه الموانيء إلى مراكز لتجميع وتوزيع البضائع، مما سيدعم تنمية المناطق الصناعية والتجارية، هذه المراكز الجديدة ستكون بمثابة محرك للتنمية الإقتصادية للمنطقة وتساعد على تنويع الإقتصاد السعودي ،وتتوقع الشركة السعودية للخطوط الحديدية SAR بحسب إحصائياتها أن يوفر المشروع أكثر من 200 ألف وظيفة جديدة في قطاعات اللوجستيات، والصناعة، والخدمات.
ثالثًا: تعزيز الترابط بين الموانئ
سيربط المشروع بين موانئ كبرى مثل جدة على البحر الأحمر، والدمام والجبيل على الخليج، ما يعزز قدرة هذه الموانىء على التعامل مع التجارة الدولية الضخمة، هذا بالإضافة الى النقل السريع للبضائع بين هذه الموانىء ، ويجعل المملكة عقدة نقل رئيسية للبضائع بين آسيا وأوروبا، خصوصًا في أوقات الأزمات عندما تصبح الطرق البحريةخطرة.
الأبعاد الجيوسياسيةوتراجع هيمنة مضيق هرمز
لا يقتصر التأثيرات الستراتيجية للمشروع في الإطار الاقتصادي فقط، بل يمتد ليعيد تشكيل التوازنات الجيوسياسيةفي المنطقة وتوازنات أمن الطاقة العالمية ومن أهم هذه الـتأثيرات :
أولاً: تقليل الاعتماد على مضيق هرمز
يُعدّ مضيق هرمز أحد أهم النقاط الإستراتيجية لنقل النفط والغاز عالميًا، لكنه منطقة متوترة بسبب الصراع الإيراني مع دول أوروبا ،وقد أعتبر دائماً نقطة خطرة وموضعاً للتهديد،يوفر الممر البري السعودي طريقًا برياً بديلاً وآمنًا لنقل السلع والمنتجات النفطية ، مما يقلّل اعتماد العالم على مضيق هرمز ، وهذا يجعل السعودية ودول التحالف الخليجي يحصلون على اسقلالٍ أكبر من الناحيتين السياسية والإقتصادية ، ويقللون الضغوط الجيوسياسية لإيران في المنطقة.
ثانيًا: تعزيز مكانة السعودية كقوة إقليمية
إن إنشاء هذا الطريق الإستراتيجي سيقوي موقع السعودية كقوة لوجستية وسياسية في منطقة الشرق الأوسط،سيجعل المشروع من المملكةبمثابة بوابة رئيسية للتجارة بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا ،ولن يكون هذا نافعا من الناحية الإقتصادية فقط ، بل سيزيد من الثقل السياسي للسعودية على المستوى الإقليمي والدولي ، وخصوصا في التعامل مع القوى الكبرى مثل الصين وأمريكا.
ثالثًا: تأثيره على الناحية الجيوإقتصادية لدول الجوار :
يستطيع المشروع البري أن يؤثر سلباً وبصورةِ ملموسة على الإقتصاد الإيراني ، وذلك بنقل جزء ملحوظ من التجارة الإقليمية والعالمية الى الطريق البري السعودي ، وتشير التنبوءات الى إن إيران ستتضَرَر إقتصادياً و على المدى القصير بما يقدر بنحو 15 مليار دولار، وهذا بسبب أن تصدير النفط والغاز يعتمد على الطرق البحرية في الخليج ،ويخلق هذا المشروع بصورة غير مباشرة منافسة إقتصادية ,ستراتيجية جديدة ، تستطيع على المدى البعيد تغير توازن القوى في المنطقة.
التفاصيل التقنيةوالعبور عبر قلب الصحراء
من أكثر جوانب المشروع إثارة للاهتمام هي التحديات الهندسية الهائلةالتي واجهتها عند إنشاءها ، وخصوصاً عند عبور ها صحراء الربع الخالي، وهو ما جعل بعض الخبراء يعرفونه بـ “معجزة الصحراء”ولإن مسيرة الخط الحديدي يمر عبر مناطق صحراوية جافة ، وهذه المناطق تعرف بتغيراتها الرملية المستمرةورياحها الشديدة وكثبانها المتحركة، وقد طوّرت شركات مثل Idrostudi و Italferr حلولاًهندسية خاصة لتقليل تأثير الرمال ، منها:
- دراسات جيولوجية عميقة لضمان ثبات التربة تحت السكك
- نمذجة الرياح وحركة الرمال للتنبأ بحركة الرمل و تصميم حواجز وطرق خاصة حماية لمنع تغطية الخط بالرمال .
- استخدام مواد وتقنيات مقاومة لظروف المناخ القاسية
بالإضافة الى ذلك ينقسم التفاصيل التقنية ومكونات المشروع الى قسمين رئيسيين:
- خط الرياض – جدة الحديث ويبلغ طول هذا القسم نحو 950 كم خط حديدي حديث يمر في وسط شبه الجزيرة العربية .
السفارة الأمريكية تؤكد استمرار التزامها بالشراكة مع العراق تعزيزاً لسيادته
هنأت السفارة الأمريكية في بغداد، اليوم الأربعاء، بذكرى النصر العراقي على تنظيم داعش الإرهابي، مؤكدة استمرار التزامها بالشراكة مع العراق تعزيزاً لسيادته.
وقالت السفارة في بيان اطلع المسرى عليه إنه “بعد ثماني سنوات على تحقيق العراق انتصاره الإقليمي على تنظيم داعش، نُكرّم قوات الأمن العراقية وأعضاء التحالف الدولي وكلَّ من قدّم التضحيات في سبيل مكافحة الإرهاب”.
وأضافت أنه “تؤكّد الولايات المتحدة استمرار التزامها بالشراكة مع العراق، تعزيزاً لسيادته وبناءً لمستقبل أكثر ازدهاراً”.
في يوم حقوق الإنسان.. توقيع مذكرة تفاهم بين أمن الإقليم والصليب الأحمر
وقّعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجهاز أمن إقليم كردستان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون المشترك، بهدف دعم نشر القانون الدولي الإنساني وبناء القدرات، في خطوة تعكس التزام الطرفين بتطوير العمل الإنساني وتعزيزه.
ويحتفل العالم في 10 ديسمبر باليوم العالمي لحقوق الإنسان، تخليدًا لذكرى اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948، والتي تعد مناسبة للتأكيد على مبادئ المساواة والحرية والعدالة والكرامة الإنسانية على الصعيدين الوطني والدولي، وتعزيز الوعي بالحقوق والحريات الأساسية التي تشكل ركيزة للتقدم والتنمية الشاملة.
- 2. تطوير خط الرياض – الدمام وهذا الخط عبارة عن تحديث ورفع طاقة الخط الحديدي.
وعلى هذا الأساس صمم الخط بصورة ستصل سرعة قطارات الركاب إلى 250 كم/ساعة وقطارات البضائع إلى 140 كم/ساعة، مما يجعل الخط من بين الأكثر كفاءة في نقل البضائع والأفراد في المنطقة.
تأثير المشروع على أمن الطاقة
لا يقتصر دوره على التجارة، بل يشكّل عنصرًا أساسيًا في أمن الطاقة في السعودية والعالم ، خصوصاً في نقل النفط والمنتجات النفطية ، ومنها :
أولاً : توفير طريق آمن للطاقة
تعتبر السعودية أحد أكبر مصدّر ي النفط في العالم، ويعبر معظم نفطها عبر الطريق البحري ومن داخل مضيق هرمز،سيتيح إنشاء الممر البري توفير طريق آمن لنقل المنتجات النفطية بين شواطىء البحر الأحمر والخليج ، وهذا يعني إن السعودية تستطيع نقل جزء من صادرتها النفطية عن طريق البحر الأحمر ،مما يجعل الوصول إلى أسواق أوروبا وإفريقيا أسرع وأقل خطورة.
ثانيًا: رفع قدرة التصدير
بسبب فعالية الخط الحديدي ، ستستطيع السعودية رفع قدرتها التصديرية للمنتجات النفطية بصورةٍ ملحوظة ، وهذا سيساعد في استقرار سوق الطاق العالمية وتوفير الإحتياجات المستمرة للدول المستهلكة ، وسيسمح المشروع للسعودية أن تستجيب بسرعة لتغيرات السوق العالمية وأن توصل منتجاتها بأقصر وقت الى موانىء البحر الأحمر من أجل نقلها الى أوروبا وأفريقيا ،أو موانىء الخليج لنقلها الى آسيا ،يرتبط المشروع كذلك بالمراكز الصناعية الكبيرة مثل ينبوع وجبيل ، وسيساعد هذا في نقل النفط الخام والمنتجات النطية المكررة بصورة فعالة بين مراكز الإنتاج وموانىء التصدير ، وهذا سيطور القطاع الصناعي والبتروكيمياوي السعودي بصورة واسعة.

