المسرى
إعداد: كديانو عليكو
يعد نهر (نابو) واحداً من أقدم الأنهار في العراق، يقطع مسافة أكثر من 11 كيلو متراً داخل مدينة الحلة مركز محافظة بابل العاصمة الحضارية للعراق، وبسبب الإهمال تحول النهر إلى مكب للنفايات وبرك من المياه الآسنة، ناهيك عن تجمعات القوارض والحشرات.
باشرت الحكومة المحلية في بابل، خلال الأشهر الأخيرة بمشروع إعادة تأهيل النهر ليصبح مسطحاً مائياً يضاف الى المحافظة مع شوارع جديدة ومتنزهات للعوائل.
يقول رئيس المهندسين مدير المشاريع في بلدية الحلة سلوان ظافر للمسرى: إنه “تمت المباشرة بمشروع إعادة تأهيل نهر (نابو) في مدينة الحلة من أشهر بمدة انجاز تبلغ 700 يوم، ويتضمن المشروع نهر في الوسط والشوارع في الجوانب وهو جزء من مشروع في المراحل المقبلة يتضمن حدائق ومتنزهات”.
ويضيف ظافر، أن “القناة كانت مرتعاً للقوارض والنفايات وملقى فيها كل التجاوزات من المنازل والمساكن والمحلات التجارية”، مشيراً إلى أن “المشروع نقلة نوعية كبيرة”.
من جانبه يقول مهندس المشروع المهندس ميثم رسمي للمسرى: إن “مواصفات المشروع جيدة، كما أن الشركة المنفذة للمشروع متعاونة وإمكانياتها جيدة من ناحية الآليات والإمكانية المادية وليس هناك أي تجاوز على المواصفات”.
من جهته يقول ممثل الشركة المنفذة للمشروع المساح علي عباس للمسرى: إن “المشروع يعتبر حيوياً وخدمياً للعوائل والأحياء السكنية في مدينة الحلة”.
وأوضح عباس، أن “أهمية المشروع تكمن في كونه منطقة سياحية، يتم من خلاله التخلص من النفايات والمياه الآسنة”.
تشير المصادر التاريخية إلى قدم نهر نابو المعروف بنهر اليهودية، وكان يمثل مصدراً مهماً لمياه الزراعة لدى اليهود في العراق الذين كانو يقطنون على جانبيه منذ أكثر من ألفي عام.
في بداية الألف الثاني قبل الميلاد أمر الملك حمورابي بإنشاء تلك القناة المائية، ثم تم توسيعها في عهد نبو خذ نصر عام 600 قبل الميلاد.
وعلى شاطئ نهر اليهودية اعتاد البابليون قبل اكثر من 3500 عام الاحتفال بعيد انكيدو الذي يشير الى قدوم الربيع وبداية أعياد رأس السنة البابلية، وكانت تقام على مدى أحد عشر يوماً احتفالات ضخمة على طول قناة بابل والتي تسمى أيضا بقناة نابو التي تتفرع من نهر الحلة شمال المدينة وتخترقها لتصل الى معبد ازاكيلا في منطقة تسمى بورسيبا.
وسمي بـ (نهر اليهودية) نسبة إلى الأسرى اليهود الذين اقتادتهم الجيوش البابلية الى مدينة بابل في أعوام 550 ق.م، ومازالت مشاهدهم ومنازلهم وقبورهم حاضرة حتى الآن.