تقرير : محمد البغدادي
لم تتوانى السليمانية من اطلاق حملة إنسانية عاجلة لإغاثة مواطني جمجمال ودعمهم وتوفير احتياجات أبنائهم في ظل ما تعرضت لها المدينة من فيضانات وسيول غطت أحياءا واسعة هناك.
الحملة انطلقت من مبنى الأمن الأحمر في السليمانية لمواجهة الظروف الصعبة الحالية التي يعيشها مواطنو جمجمال نتيجة السيول والفيضانات التي خلفت أضراراً جسيمة في الممتلكات والأرواح وهدمت المنازل.

وتسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة جمجمال بارتفاع منسوب السيول ودخول المياه إلى عدد كبير من المنازل، ما خلّف أضراراً مادية جسيمة ودفع الأهالي إلى مناشدة الحكومة للتدخل العاجل.
وتنفيذا لتوجيهات رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، ونائب رئيس مجلس وزراء إقليم كوردستان، يواصل فرق مكتب الإدارة العامة في الاتحاد الوطني ومنظمة آنزو فاونديشن الخيرية، الجهود لإغاثة المتضررين من فيضانات وسيول جمجمال وتنظيف شوارع وأزقة المدينة من مخلفات الفيضان وإسناد الفرق الخدمية.
وفي وقت سابق عبر رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بافل طالباني، عن تعازيه الصادقة وتضامنه مع المكنوبين وذوي ضحايا السيول والفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة، والتي أدت إلى خسائر بشرية ومادية.

وقال طالباني في بيان تلقى المسرى نسخة منه إنه “نتضامن من ذوي ضحايا فيضان جمجمال وأطراف كركوك ومناطق كوردستان الأخرى، وآمل الشفاء العاجل للجرحى”.
وأضاف أننا “في الاتحاد الوطني الكوردستاني وجهنا المؤسسات والقطاعات كافة للإسراع في إغاثة المتضررين وخدمة المواطنين، مشيرا إلى أنه “نشكر فرق الإنقاذ ونثمن جهودهم وكذلك القوات الأمنية الذي قدموا الدعم والعون لمواطنينا الأعزاء”.

وقدم كبار المسؤولين في جمجمال ضمن محافظة السليمانية، الأحد 14 , كانون الأول 2025 ، استقالاتهم من مناصبهم على خلفية الخسائر الفادحة التي تكبدتها المدينة جراء الفيضانات والسيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة.
قرر قوباد طالباني نائب رئيس وزراء إقليم كردستان، تشكيل لجنتين وتفعيل ستة قطاعات لمساعدة المتضررين وتنظيف قضاء جمجمال وبقية المناطق المتضررة من الفيضانات التي حدثت خلال الأيام الماضية.
وقال عطا محمد، مسؤول مكتب نائب رئيس الوزراء، خلال مؤتمر صحفي في جمجمال الخميس 11/12/2025: “بعد زيارة السيد قوباد طالباني الى جمجمال وتفقده للمتضررين، أمر بتشكيل لجنتين تعملان على جوانب مختلفة، وتتمثل مهمة الأولى في مساعدة ضحايا الفيضانات”.
وأضاف عطا محمد، أن “اللجنة الأخرى، التي يشرف عليها شاهو عثمان نائب محافظ السليمانية، تتولى تحديد المسؤولية عن الحادث، وقد بدأ عملها اليوم”.

وأوضح أنه، “بهدف مساعدة المتضررين وتنظيف جمجمال، تم تشكيل ستة قطاعات، أولها تنظيف مخلفات الفيضانات، وقد باشرت لجنة تضم 250 عاملاً، عملها في جمجمال، وشورش، وآغجلر، وكوبتبه، على تنظيف المنطقة”، مؤكدا أن “قوات الأمن والشرطة ومختاري الأحياء قد قسموا جمجمال إلى عدة مناطق، وسيتم تقسيم كل منطقة إلى ثلاث منظمات لتوزيع المساعدات على الأحياء، وستتلقى كل أسرة كامل المساعدات الطارئة”.
وفيما يتعلق بالمساعدات المالية، قال عطا محمد: “لقد فتحنا حسابين في بنك جرمو في جمجمال، بالرقم 3018 للدينار والرقم 1 للدولار”.
وأضاف: “هناك لجنة أخرى، هي لجنة البيانات، تعمل على جمع وتسجيل الصور والمعلومات التفصيلية والعلمية عن جميع المنازل والمتاجر والشركات وأماكن العمل والدوائر الحكومية المتضررة، ليتم تعويضها بناءً على ذلك”.
وقال: “التقينا رجال الدين وطلبنا منهم طمأنة أهالي جمجمال، نظرًا للوضع الاستثنائي الذي تشهده المنطقة، ونطلب من وسائل الإعلام التوقف عن بث أجندتها السياسية، والتركيز بدلًا من ذلك على إظهار الجهود المبذولة لتطبيع الأوضاع”.
واستدرك عطا محمد: ستصل المياه إلى جمجمال عبر خط الأنابيب ابتداءً من الغد، وقد وفرنا عشرة ملايين لتر من المياه بواسطة صهاريج لتوزيعها على المنازل، ولم يقطع التيار الكهربائي منذ يوم الحادث”.
وفيما يتعلق بحل مشكلات قضاء جمجمال، قال مسؤول مكتب نائب رئيس الوزراء: لقد طلبتُ من رئيس جامعة جرمو تشكيل فريق هندسي بالتعاون مع جامعة السليمانية لتحديد أوجه القصور في المنطقة من الناحية الهندسية”.
وقال نائب رئيس مجلس وزراء إقليم كوردستان قوباد طالباني في مؤتمر صحفي إنه “استناداً إلى نتائج التحقيقات، وبعد دراسة جميع جوانب الكارثة وظروف وملابسات حادث الفيضان، قدّم قائمقام جمجمال، ومدير التربية، ومدير البلدية، ومدير بلدية ناحية شورش، استقالاتهم من مناصبهم، وقد تم قبولها، فيما لم يقدم مدير ناحية شورش استقالته، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقه لإقالته”.

وأشار طالباني إلى أن “الكارثة التي لحقت بقضاء جمجمال وضواحيه كانت كارثة طبيعية بالدرجة الأولى”، مستدركا أن “هذا لا يعني عدم وجود تقصير من الجهات المعنية”.
واضاف: “لقد انجزت اللجان اعمالهم بجدية وتم تقييم جميع الاضرار وتم حصر جميع البيوت المتضررة، للشروع بتقديم المساعدات وتعويض الاضرار” مشيرا الى المساعدات التي توزع على المتضررين من قبل اللجان الرسمية توزع بعدالة ومساواة”.
يعود وضع المتضررين في قضاء جمجمال والمدينة بشكل عام إلى الاستقرار تدريجيا، وقال مسؤول مكتب نائب رئيس الحكومة إن الأوضاع في جمجمال أصبحت مستقرة، وإن توزيع المواد الغذائية والمستلزمات الصحية واحتياجات الأسر على المتضررين ما يزال مستمرا.
وقال عطا محمد، مسؤول مكتب قوباد طالباني نائب رئيس وزراء حكومة الإقليم: “نواصل جهودنا لإعادة الحياة إلى طبيعتها في قضاء جمجمال، وأن فرق التنظيف وتوزيع الاحتياجات تواصل عملها بشكل مستمر، ومع كل مرحلة تعود الحياة في القضاء إلى وضعها الطبيعي.”

وأشار إلى أنه “في الوقت الحالي عاد تجهيز المياه والكهرباء في جمجمال إلى وضعه الطبيعي، وفي الوقت نفسه بدأت المنظمات، عبر فرقنا، بإيصال المساعدات إلى المتضررين تدريجيا، كما تم تشكيل لجنة لإصلاح الطرق المؤدية الى القرى، والعمل جار على إعادة فتح الطرق التي أُغلقت بسبب السيول.”
وفيما يتعلق بالوضع الأمني في القضاء، اوضح مسؤول مكتب قوباد طالباني إنه “رغم قيام عدد من المسلحين يوم أمس بالهجوم على القوات الأمنية، ما أدى للأسف إلى إصابة ثلاثة من منتسبيها، أحدهم حالته الصحية غير مستقرة، إلا أن المهاجمين تم اعتقالهم وتقديمهم إلى العدالة”، مؤكدا أن “الوضع الأمني في القضاء حاليا جيد جدا، وأنهم سيبقون مع فرقهم بشكل مستمر إلى جانب أهالي جمجمال إلى أن تعود الأوضاع إلى طبيعتها بالكامل”.
ومن جانبه، قال شاهو عثمان نائب محافظ السليمانية في تصريح “تخذنا جميع الاستعدادات اللازمة لمنع تكرار هذا الحادث المؤسف الذي وقع قبل أيام في قضاء جمجمال، والذي خلف أضرارا مادية وبشرية، كما تم تشكيل لجنة للتحقيق في الحادث، وسيُعاقب المقصرون، لأن قوباد طالباني نائب رئيس مجلس الوزراء يتعامل بجدية كبيرة مع ما حدث في جمجمال، ويؤكد ضرورة محاسبة المقصرين”.

وأضاف أن “يد العون وصلت إلى جمجمال من جميع الجهات، وتم تسخير جميع الدوائر الخدمية في محافظة السليمانية لخدمة جمجمال، ونعمل كفريق واحد مع المتطوعين والقوات الأمنية لإعادة الاستقرار إلى الأوضاع في القضاء”.
وأشار شاهو عثمان إلى أنه “رغم أن الكارثة كانت طبيعية، إلا أن الحادث لا يخلو من التقصير، وبالتأكيد سنرفع نتائج التحقيق في هذه الكارثة إلى قوباد طالباني، من أجل محاسبة المقصرين ومعاقبتهم. وفي الوقت نفسه، نحن متواجدون حاليا في جمجمال لإعادة فتح طرق القرى في المناطق الحدودية وإعادة الحياة إلى طبيعتها في القضاء.
يأتي ذلك في الوقت الذي شهد فيه قضاء جمجمال، يوم الثلاثاء 9/12/2025، سيولا تسببت بأضرار مادية كبيرة وبشرية، وأدت إلى دخول المياه إلى مئات المنازل.
وأطلقت جامعة السليمانية، الجمعة الماضية ، حملة تبرعات إنسانية لإغاثة متضرري الفيضانات بمدينة جمجمال وأطرافها، داعية إلى المشاركة الواسعة فيها خدمة لذوي الشهداء والمؤنفلين الأبرار.

وقالت في بيان تلقى المسرى نسخة منه إن “من منطلق الإحساس بالمسؤولية الوطنية والإنسانية وكبادرة وفاء لتراب جمجمال وأهلها، تعلن رئاسة جامعة السليمانية عن إطلاق حملة لجمع المؤنات والمساعدات”.
وأوضحت أن “الحملة تأتي إكمالا للجهود الوطنية التي أعلنها نائب رئيس وزراء إقليم كوردستان قوباد طالباني”، مؤكدة أن “الهدف منها تقليل المعاناة التي تجرعها مواطنو جمجمال وتعويض الخسائر التي تكبدتها الأسر الكريمة جراء الفيضانات التي اجتاحت المدينة مؤخرا”.
وأشارت إلى أننا “ندعو سائر الكوادر التدريسية والموظفين والطلبة الأعزاء وسكان مدينة السليمانية وشعب كوردستان كافة إلى المساهمة الفاعلة في هذه المسؤولية الوطنية والإنسانية”.
وبينت أن “الحملة والمساعدات والمؤمن تُجمع في قاعة مؤتمرات جامعة السليمانية (المبنى الجديد)”، مؤكدة بالقول: “لنكن جميعا مظلة لحماية جمجمال وإغاثة ذوي الشهداء والمؤنفلين الأبرار في هذه الظروف العصيبة”.
واختتمت السبت 13/12/2025 حملة جمع التبرعات المالية والمستلزمات، بعد يومين من انطلاقها في السليمانية، لدعم المتضررين في حدود قضاء جمجمال. وبحسب المعلومات ، فقد جُمِع خلال الحملة أكثر من 10 آلاف دولار، وأكثر من 60 مليون دينار عراقي، إضافة إلى 15 شاحنة كبيرة محملة بالمستلزمات، وسيتم تسليمها اليوم إلى المتضررين في جمجمال.
وقال الفنان جزا ساز، الذي شارك في الحملة، خلال تصريح “إن حملة دعم المتضررين في قضاء جمجمال استمرت يومي الخميس والجمعة في المتحف الوطني –أمن سوركة- في السليمانية، وخلال هذه المدة جمعت مساعدات جيدة لأهالي المناطق المتضررة في جمجمال”، مؤكدا “ضرورة توجيه الشكر لأهالي السليمانية والمناطق المحيطة بها على تفاعلهم الإيجابي وحضورهم اللافت لدعم الحملة”.
يأتي ذلك في وقت شهدت فيه قضاء جمجمال، بتاريخ 9/12/2025، سيولا قوية، وبحسب تقرير مركز التنسيق المشترك للأزمات (JCC)، فإن الأضرار كبيرة، وقد تضررت أجزاء واسعة من جمجمال ومحيطها؛ إذ تضرر 1607 منازل، وتعرض 500 مركبة لأضرار، كما تضرر 116 محلا تجاريا وسوقا، إضافة إلى تضرر 456 مشروعا.



