تقرير : محمد البغدادي
شرعت الكتل السياسيَّة في مفاوضات مكثفة لتشكيل الحكومة الجديدة بعد أن صادقت المحكمة الاتحاديَّة العليا على النتائج النهائيَّة للانتخابات البرلمانيَّة لعام 2025. وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان المحكمة، أمس الأحد، عن المصادقة على النتائج النهائيَّة للانتخابات العامَّة لعضويَّة مجلس النوّاب (الدورة السادسة)، مؤكّدةً استيفاء عمليَّة الاقتراع جميع متطلباتها الدستوريَّة والقانونيَّة.

الانتخابات العراقية 2025: تغيرات في المشهد السياسي وتشكيل الحكومة المقبلة
وبحسب المادَّة (54) من الدستور، يتوجَّب على رئيس الجمهوريَّة دعوة مجلس النوّاب للانعقاد خلال (15) يوماً من تاريخ مصادقة المحكمة، على أنْ تتضمَّن الجلسة الأولى انتخاب رئيس المجلس ونائبَيْه. فيما تشير التوقعات إلى أنَّ حسم ملفِّ اختيار مرشَّح رئاسة الوزراء للحكومة المقبلة متوقعٌ خلال أسبوعٍ من المصادقة.

العراق يشرع في تشكيل الحكومة: نتائج الانتخابات وتحديات المستقبل
ويبدو هناك اختلافات في وجهات النظر بين بعض القوى السياسيَّة بشأن الأسماء المطروحة. بينما قال المتحدِّث باسم ائتلاف النصر، عقيل الرديني، إنَّ هناك أكثر من مرشَّحٍ للمنصب، ولا يوجد اتفاقٌ نهائيٌّ حتى الآن.
ويسعى المجلس السياسيُّ الوطنيُّ إلى حسم مرشَّحه لرئاسة البرلمان، مشيرا الى أنَّ الاجتماعات الحاليَّة للمجلس تهدف إلى توحيد البيت السياسيِّ، والتوافق على مرشَّحٍ يتمتّع بالمواصفات الوطنيَّة الجامعة.
وتأتي هذه التطورات في وقتٍ تسعى فيه القوى السياسيَّة إلى التوصّل إلى اتفاقٍ وطنيٍّ عاجلٍ لتشكيل الحكومة المقبلة، بعد أن وضعت المحكمة الاتحاديَّة الكتل أمام ضرورة العمل المشترك لتحقيق الاستقرار السياسيَّ في البلاد.

انتخابات العراق 2025 هي انتخابات برلمانية أجريت في 11 نوفمبر 2025 لاختيار أعضاء مجلس النواب العراقي البالغ عددهم 329 عضوًا. وقد شهدت العملية الانتخابية مشاركة واسعة من الناخبين وسط إجراءات أمنية مشددة لضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة وشفافية.
هذه النتائج تعكس التغيرات في المشهد السياسي العراقي وتظهر أهمية المشاركة العامة في تشكيل الحكومة المقبلة.

أحمد الياسري: العامل الخارجي سيكون له تأثير بملامح الحكومة المقبلة
في الوقت ذاته أكد مدير المركز العربي الإسترالي للدراسات الاستراتيجية أحمد الياسري، دور الفاعل الخارجي في اختيار شخصية رئيس الوزراء المقبل في العراق، لافتا إلى أن على جميع القوى السياسية العمل للمصلحة العراقية.
وقال الياسري خلال استضافته في برنامج شؤون عراقية يعرض على شاشة قناة المسرى، إن الخارطة البرلمانية في البلاد بعد انتخابات 2025 مشابهة لما كانت عليه قبل الانتخابات، مضيفا بأن الفرق فقط كان في أن الفراغ الذي تركه التيار الصدري والمدنيون شغلته قوى فصائلية، حسب تعبيره، مشيرا إلى أن ذلك جعل مشهد الانتخابات العراقية متأثرا بالخارج أكثر من تأثره بالداخل.

وشدد الياسري على أن الديمقراطية ليست فقط صندوق اقتراع، مبينا أن العراق به نظام ديمقراطي وممارسات ديمقراطية، لكن الديمقراطية في العراق غير مترسخة وبحاجة إلى عملية مأسسة، بأن تكون المؤسسات قوية ويكون القانون قويا ويضمن مساحة للحريات، مشددا على ضرورة أن تصبح المركزية للنظام الديمقراطية وليس للمحاصصة والطائفية.
العراق بين بغداد وأربيل.. علاقة معقّدة تبحث عن استقرار دائم في عام مليء بالتحديات


