الفساد والكسل
افتتاحية الـ PUKMEDIA
الفساد والكسل ناخرا تنمية الحزب والإدارة
المصطلحان ليسا متناغمين لحنا ونطقا فحسب، إنما هما مكملان للبعض ويتعاونان في الشر بأي عملية إصلاحية.
- لقد أشار الرئيس بافل جلال طالباني خلال اللقاءات التي عقدها يوم الـ (٧-٩-٢٠٢٢) حول الوضع السياسي والإداري في كوردستان والعراق، إلى “مواجهة الفساد والكسل بشتى السبل”.
كما أن السيد بافل طالباني تحدث خلال اجتماع المجلس القيادي يوم الـ (٢٨/٨/٢٠٢٢) عن تفاصيل تلك القضية، في خضم توضيحاته عن سياسات الاتحاد الوطني وكتلة الاتحاد في حكومة الإقليم التي تعمل على إنجاح الإصلاح في قطاعات الحزب والإدارة وإدارة الحكم بالإضافة إلى قطاع البيشمركه.
- إن حملة مسائلة الفاسدين ومعاقبة الذين يستغلون رتبهم ومكانتهم وعنوانهم الحزبي والحكومي للكسب الشخصي والاستيلاء على الأملاك العامة، حملة حزبية وحكومية في ذات الوقت. فالاتحاد الوطني ومن منطلق مسؤولياته وكما جاء في قرار الرئيس بافل الصادر يوم الـ (١٥/٨/٢٠٢٢)، سوف يميط اللثام الحزبي عن أي منتم إليه لو كان ضالعا في الفساد.
وفيما تخص المسؤولية الحكومية، فالاتحاد الوطني وكذلك شركاءه لاسيما في مناطق نفوذه سابقا، مصرون على التعجيل في خطوات الإصلاح.
- إن تنشيط مؤسسات الحكومة جزء من الحل والإصلاح، وهذا الملف لاشك في أيد حكومية أمينة. في أيدي نائب رئيس حكومة إقليم كوردستان السيد قوباد طالباني الذي سخر له الكثير من الجهد والزمن، وجزء من هذه الجهود متبلور في اجتماعاته مع مؤسسات الحكومة في السليمانية وإعادة العمل في مشاريع الاستثمار (أكثر من 50 مشروع ومشروعان سياحيان) والمسائلة عن كسل وتباطؤ سير عمل تلك المشاريع، بينما تمثل متابعة ومراقبة تنفيذها الغالب الأعم منه.
نائب رئيس الحكومة بدوره وجه انتقادات حادة للفساد والكسل من نفس المنظور الاستراتيجي، فالاثنان توأمان في إلحاق الضرر بالإصلاح الإداري وإدارة الحكم وتقديم الخدمات. لاشك أن الفساد خطير فيما يخص هدر وسرقة وتبديد الثروات العامة بشكل علني، ولكن الكسل لايقل خطورة عن الأول، بل أن الكسل الإداري والتباطئ الناجم عن الروتين والبيروقراطية أكثر خطورة في الكثير من الأحيان، لتمكنه من التخفي والاختباء في الرداء القانوني وإدعاء الحرص على حماية الأموال والثروات العامة والالتزام بالتعليمات والقرارات، وعليه من الممكن أن يقع الفساد والفسدة في محطة ما وتحين فرص مسائلتهم ومن ثم معاقبتهم، غير أن الكسل طاقة وقوة التخلف الإداري وتباطؤ العمل في المؤسسات، والأخير جزء من هدر المال العام وتعطيل العمل والجهد والقدرات البشرية من دون أن ينالهم المسائلة ويواجهوا الانتقادات واللوم.
- تحديد نقاط وفقرات الفساد والكسل محطة مهمة من محطات الإصلاح، والاتحاد الوطني ينفذ إصلاحاته الحزبية والإدارية ويطبقها من منظور صائب ورؤية صافية، أما ما يتعلق بإصلاح وتنمية وتجديد قوات بيشمركه كوردستان فهو أمر يحتاج بالفعل إلى لفتة خاصة.