المسرى .. تقرير : فؤاد عبد الله
يعد الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، الذي توفي عن عمر الـ 83 عاما هو أول رئيس للعراق، ارتبط اسمه بالنضال من أجل حقوق جميع مكونات العراق وليس الكورد فقط، تمكن خلال سنوات حكمه منذ توليه الرئاسة في 2005 وإعادة انتخابه لدورة ثانية في 11 تشرين الثاني 2010 وحتى إصابته بالمرض من مد الجسور بين الأطراف المتناحرة ومساهمته في التخفيف من حدة التوترات في البلاد، كما ويحظى إلى اليوم باحترام شرائح واسعة ومختلفة من المجتمع العراقي.
ظاهرة لن تتكرر
وقال السياسي علي الدباغ في هذا السياق لـ( المسرى) إن ” الرئيس الراحل جلال طالباني كان ظاهرة في العراق وله دور كبير جدا في العملية السياسية، وبالتالي ما نشهده اليوم هو غياب شخصية كان يستمع إليها ،وكان نقطة توازن والتقاء بين الفرقاء السياسيين”،موضحا أن ما نشهده اليوم في البلاد” هو أمر يأسف عليه الشعب العراقي، لأن القوى السياسية المتخاصمة اليوم لا تلجأ للحوار من خلال شخص واحد، وإنما تلتقي من خلال المصالح، في حين أن المصلحة الأكبر والعليا هي مصلحة الشعب العراقي”.
حكمته السياسية
أما مدير المركز الإقليمي للدراسات علي الصاحب فأشار لـ( المسرى) إلى أن ” الرئيس الراحل جلال طالباني كان شخصية سياسية فذة، ويمتاز بدماثة الخلق والطيبة وبعقليته السياسية ذات الأفق البعيد”، مبينا أنه ” لو كان حيا اليوم لاستطاع بقدرته وحكمته وحنكته التقارب بين وجهات نظر الفرقاء، ويكون القاسم المشترك بين المتنازعين، لأن من يقود العمل السياسي اليوم، قد يكون جاهلا بالوضع السياسي وما يجري فيه”.
نبراس العراق
وأكد أن ” الرئيس الراحل مام جلال كان نبراسا للعراق ، حيث استطاع خلال سنوات نضاله أن يكون بيضة القبان لكل الفرقاء السياسيين في البلاد”.
مشهد مختلف
ومن جهته قال عضو مركز القمة للدراسات محمد المولى لـ( المسرى) إنه ” لو كان الرئيس الراحل جلال طالباني حيا، وكذلك السيد محمد باقر الحكيم، لكانت البلاد اليوم في مشهد مختلف، لأنهما عرفا خبايا اللعبة والمشهد السياسي في العراق، بالإضافة إلى قدرتهما على الوصول إلى قلوب من أمامهما بكل يسر”، لافتا إلى أنه ” لو كان مام جلال موجودا بخفة ظله المعهودة وكلامه الطيب التي كانت تلطف الأجواء، لأستطاع بكل سهولة أن يزيل هذا التشنج الموجود”.
رسائل السلام
وتابع أن ” الرئيس الراحل مام جلال لو كان بيننا اليوم لبعث الكثير من الرسائل التي مفادها ، أنه بدون السلام والتعايش والمحبة لن يمضي مركب العراق الواحد، لذلك وبكل صدق، هي رسالة نفتقدها في هذا الوقت من تاريخ العراق”.
زعيما وحكيما
ولم يقتصر الحضور السياسي للرئيس جلال طالباني على المشهد الكوردي، وإنما كان زعيما وحكيما أساسيا على الساحة السياسية العراقية بمجملها، ولعب دورا بارزا في تهدئة الأزمات بين مكونات الشعب العراقي ،وتحسين العلاقات مع دول الجوار، وصمام الأمان في العراق.