محمد البغدادي
تواجه العراق أزمة متفاقمة في إدارة النفايات الصلبة، حيث تنتشر مكبات عشوائية في المناطق السكنية، وخاصة في العاصمة بغداد ومحافظات أخرى. رغم الشكاوى المتكررة والحملات الواعدة من الجهات المسؤولة، لا تزال هذه المكبات تشكل مصدرًا دائمًا للغازات السامة والملوثات البيئية.
حرق النفايات، خاصة البلاستيكية، يطلق مواد مصنفة عالميا كملوثات بيئية عضوية ثابتة، ذات تأثيرات مسرطنة ومسببة لأمراض الجهاز التنفسي واضطرابات المناعة. العراق يعاني من ضعف في تنفيذ الحملات الضرورية في مجال إدارة النفايات.
وتسعى الجهات المختصة في الشأن المذكور لإصدار تشريعات للحد من استيراد واستهلاك المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام، ودعم الصناعات القائمة على إعادة التدوير. ومع ذلك، تظل الأزمة قائمة وسط غياب رؤية استراتيجية واضحة لإدارة النفايات.
فيما بغداد تتصدر قائمة المدن الأعلى في نسب التلوث، وفقًا لموقع “آي كيو إير” العالمي. السلطات الأمنية أغلقت أكثر من 270 منشأة مخالفة للضوابط البيئية، لكن الأزمة مستمرة.
يشير لؤي المختار، المتحدث باسم وزارة البيئة الاتحادية، إلى أن ملف التلوث بالبلاستيك من أبرز القضايا البيئية على مستوى العالم، وأن العراق يعاني من ارتفاع معدل النفايات المتولدة للفرد وغياب أنظمة الإتلاف النهائية القياسية.
ويقول الناشط البيئي نهاد العزاوي إن”حرق النفايات في العراق ما زال يمثل تحديًا بيئيًا وصحيًا خطرًا في المناطق السكنية”، مبينا أن الحملات التي نفذتها الجهات المسؤولة لإزالة المكبات ومنع حرق النفايات تبقى مؤقتة ولم تحقق شيئًا.