كركوك / رزكار شواني
يواصل مسيحيو كركوك تمسكهم بعاداتهم الدينية والاجتماعية، ويحيون طقوس الفرح والسلام التي شكلت على مدى عشرات السنين جزءاً لا يتجزأ من هوية مدينتهم وتاريخها.
ومع حلول ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام و راس السنة المیلادیة ، تشهد بيوت وكنائس كركوك مظاهر بهيجة من الفرح، من تزيين المنازل وأشجار الميلاد، إلى الاستعداد لإعداد الأطعمة والحلويات التقليدية وشراء مستلزمات العيد ، وتعكس هذه المشاهد حيوية تلك العادات وعمق حضورها في الذاكرة الجماعية، مؤكدةً أن العائلات المسيحية ما تزال تحافظ على إرثها الاجتماعي والديني جيلاً بعد جيل .
وترتبط أجواء الأعياد المسيحية بذكريات التعايش الأخوي التي تميزت بها أحياء كركوك القديمة، حين كانت العائلات المسيحية تعيش جنباً إلى جنب مع جيرانها من الكرد والعرب والتركمان، يتبادلون الزيارات في مختلف المناسبات، ويتشاركون أفراحهم وأحزانهم بروح الأسرة الواحدة .
وفي الإطار الثقافي لا يمكن الحديث عن حضور العائلات المسيحية في كركوك من دون الإشادة بمساهمات شخصياتها الثقافية والأدبية، وفي مقدمتهم الادیب والقاص موشي بولص ، الذي عرف بمشاركته الفاعلة في الندوات والأمسيات الأدبية والمهرجانات، وبنشاطه الإنساني مع مختلف مكوّنات المدينة، ما جعله شخصية بارزة حازت محبة واحترام الجميع.
و في هذا السیاق قال الادیب القاص موشي بولص : تبقى كركوك مدينة متعددة الثقافات ومتسامحة، وقد أثبت أهلها أن روح الأخوة أقوى من كل محاولات العنف والانقسام، وأن الالتزام بالقيم الإنسانية والدينية هو السبيل لحفظ الأمن والاستقرار.


