المسرى
إعداد: كديانو عليكو
تعد أهوار الجبايش من أهم المسطحات المائية في محافظة ذي قار والعراق، إلا أنه بعد أزمة الجفاف الأخيرة، أصبحت أرضاً جرداء لا يقصدها السياح رغم أنها كانت في السابق تنتعش بالحركة السياحة من كل بقاع العراق والعالم.
ووافقت منظمة الأمم المتحدة للعلم والثقافة والتربية (اليونسكو) على إدراج الأهوار على لائحة التراث العالمي يوم 17 تموز 2016 كمحمية طبيعية دولية، بالإضافة إلى المدن الأثرية القديمة الموجودة بالقرب منها مثل أور وإريدو والوركاء، وتمر الأهوار اليوم بكارثة حقيقية يعجز السكان عن حلها.
ويقول مستشار محافظ ذي قار حيدر سعدي للمسرى: إن “سبب عملية تجفيف الأهوار يعود إلى الفشل في إدارة هذا الملف، خاصة بعد انضمام الأهوار إلى لائحة التراث العالمي وكانت اللائحة معياراً من المعايير المهمة لاختبار العراق دولية لإدارة هذا الملف”.
وأضاف سعدي، أنه “خلال السنوات السابقة فشلنا داخياً وخارجياً في إدارة ملف الأهوار، خارجياً، كان بإمكان الملف مساعدة العراق في الضغط على دول الجوار وبالتالي المساهمة في ارتفاع مناسيب المياه والإطلاقات المائية التي كانت من الممكن أن تزيد من نسبة المناطق الرطبة أو مساحات الأهوار”.
وأشار مستشار محافظ ذي قار إلى أنه داخياً “لم يتم تداول ملف الأهوار وحتى قضية جذبنا للسياحة العالمية كانت من المكن أن تكون رسائل لدول العالم على وجود مثل هكذا تنوع إحيائي يساهم في زيادة الدخل وترويجها بشكل دولي”.
من جانبه يقول المراقب سلامة السرهيد للمسرى: إن “الوضع في الأهوار اليوم محزن جداً ويحتاج إلى وقفة جادة من قبل المسؤولين والمعنيين، كون الأهوار تفقد اليوم رافداً كبيراً للدولة العراقية”.
وأوضح السرهيد، أن “الجفاف وشح المياه التي ضربت المنطقة، هلاك للثروة الحيوانية والسمكية بشكل كبير جداً، وكذلك نفور السياح الأجانب والمحليين من مناطق الأهوار وعدم زيارتهم للأهوار هذا العام، يشكل مصدر قلق للأهالي، كون معيشتهم تتوقف فقط على النشاط السياحي والثروة الحيوانية والسمكية”، مضيفاً أن “هذه الأمور كلها غائبة الآن بسبب جفاف المياه، وأنه ليس هناك أي تحرك حكومي جاد بخصوص هذه المسألة حتى الآن”.
وتغنى الشعراء والأدباء والمغنون بالأهوار التي أصبحت الآن أراض جرداء بلا حياة، تحتضر أمام أنظار الجهات المعنية دون وجود خطط أو حلول جذرية تنتشل هذا المرفق السياحي من الموت.
وكانت منظمة اليونسكو بمناسبة إدراجها في لوائحها، قد وصفت الأهوار العراقية بأنها فريدة من نوعها باعتبارها واحدة من أكبر المسطحات المائية الداخلية في العالم في بيئة جافة وشديدة الحرارة، وأنها تمثل ملاذاً بيولوجياً متنوعاً وموقعاً تاريخياً لحضارة ما بين النهرين.
والأهوار حتى قبل موجات الجفاف الحالية، كانت قد تعرضت لضرر فادح بعد أن أمر النظام السابق بتجفيفها عام 1990، لمنع معارضيه من الاختباء فيها وتوظيف طبيعتها التضاريسية لصالحهم.