أكد الوزير والنائب السابق الدكتور وائل عبداللطيف أن العراق فقد الكثير بغياب الرئيس مام جلال، مشددا على أن الرئيس مام جلال كان راعي المشهد السياسي في البلاد.
وقال الدكتور عبداللطيف خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، واكبت الرئيس مام جلال منذ بداية عام 2003 عندما كنا نهيئ لإنعقاد مجلس الحكم، وواكبته في كتابة قانون إدارة الدولة العراقية، وواكبته في عهد حكومة رئيس الوزراء اياد علاوي، وواكبته حين كتابة الدستور، كما رافقته في زيارتين إلى ايران وتركيا، مشيرا إلى أن الرئيس مام جلال كان محط إعتزاز لدى الدولتين.
وأضاف أن الرئيس مام جلال كان قادرا على حل الكثير من الأزمات والمشكلات السياسية لأن الكتل السياسية كانت تتعامل معه بإحترام ولم نواجه في ذلك الوقت مشكلات حقيقية إلى أن اصيب بالمرض ونقل على إثر ذلك إلى ألمانيا، مشددا على أن الرئيس مام جلال كان رجل قانون وسياسي مخضرم.
وشدد على أن العراق كان بحاجة إلى الرئيس مام جلال والمرحوم السيد عبدالعزيز الحكيم فهو كانوا رموزا تهيمن على قواها السياسية، ولعل الرئيس مام جلال كان الأبرز وفقدانه كان كبيرا وتأثيره على العمل السياسي كان أكبر، مؤكدا أن لو كان مام جلال موجودا لما حصلت الأزمات والتي بدأت تتراكم علينا وتتراجع العملية السياسية، لأنها لا يوجد أب وراع للعملية السياسية من الناحية الفعلية.
وأضاف الدكتور وائل عبداللطيف أن الرئيس مام جلال كان يمتاز بالجمع بين البساطة والجدية فهو كان رجلا بسيطا لكنه كان جادا في اجراءاته وحسمه للقضايا، كما أنه كان يعمل كثيرا وزياراته كانت كثيرة لتعزيز وضع العراق خاصة تجاه الدول العربية التي كانت لها موقف مغاير حينها عن موقفها الحالي، والوفود التي كانت ترافقه كان يحرص على إشراك الجميع فيها وليس فقط الكورد بل يعززها بمشاركة ممثلين من جميع المكونات، كما أن لديه وعي كبير في العملية السياسية، فقد كان السفراء الأمريكيون وغيرهم من الذين رافقوه في العمل كانوا يحترمون، مشددا على أن هذه الظروف والمعطيات ساهمت على أن يكون الرئيس مام جلال حلالا للمشكلات السياسية.
وائل عبداللطيف: مام جلال كان راعي المشهد السياسي في العراق
وأشار الدكتور وائل عبداللطيف إلى أن تسلم الرئيس مام جلال لرئاسة الجمهورية كأول رئيس كوردي لم يلاقي أي إعتراض من الدول العربية، لافتا إلى أن الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية التركية أيضا كانت تحترمه بشكل كبير وقد كان محط إعتبار وإحترام حين يقوم بزيارتها خلال فترة رئاسته.
وعن دور الرئيس مام جلال في تذليل العقبات أمام كتابة الدستور العراقي، حيث كان الدكتور عبداللطيف عضوا في لجنة كتابة الدستور، قال إن الرئيس مام جلال على عكس رئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني كان يعمل على تخفيف حدة الخلاف خاصة فيما يتعلق بكركوك والعلم العراقي والنشيد الوطني، وعلى يد الرئيس مام جلال بات الأمر سهلا وتم التصويت على الدستور من قبل العراقيين.
وائل عبداللطيف: رحيل مام جلال أثر على العمل السياسي في العراق
وتابع الدكتور وائل عبداللطيف أنهم خلال العمل مع الرئيس مام جلال لم يكونوا يعانون من كونه كورديا بل على العكس كنا على يقين بأننا حينما ننقل أي خلاف إليه فإننا سنخرج بحل ونحن راضين، لافتا إلى أن المطالب الكوردية لها إعتبار لكن الرئيس مام جلال كان يركز على الحلول لقضايا كركوك والحدود وبعض المسائل الأخرى، مشددا على أن وجود الرئيس مام جلال أسهم في التقريب بين الكورد والعرب لكتابة الدستور، لافتا إلى أن الرئيس مام جلال لم يكن يفرق بين كوردي وعربي، ولم أكن أشعر حين الحديث معه بأني عربي وهو كوردي فلم يكن لدى مام جلال مثل هذا الفكر ولذلك نجح في قيادة المرحلة التي كان فيها رئيسا للبلاد.، مشددا على أن الرئيس مام جلال كان من أبرز المؤيدين للدولة الاتحادية والبناء الاتحادي مقرونا بالديمقراطية النيابية التي مثلها الدستور في مادته الأولى.
وائل عبداللطيف: الرئيس مام جلال أسهم في التقريب بين الكورد والعرب
واضاف الدكتور وائل عبداللطيف أن سر نجاح جلال طالباني كان في أنه تعامل مع جميع المحافظات معاملة واحدة دون تفضيل محافظة على أخرى، لافتا إلى أنه حينما كان يذهب للقاء الرئيس مام جلال فإنه كان حريصا على الوقوف أمام ويرحب بيه ويقول أهلا قاضينا وكان لطيفا في الحديث معي ولم أشعر بأنه يفضل أهل محافظة على أهل أخرى.
وإستذكر الدكتور وائل عبداللطيف موقفا له الرئيس مام جلال، حيث أن الفنان العراقي فؤاد سالم كان يعاني من المرض وبحاجة إلى مساعدة للعلاج في الخارج وفي يوم من الأيام كنا مدوعون إلى مائدة لدى مام جلال وأوصلت له رسالة بأن الفنان سالم بحاجة إلى المساعدة فهو لم يوظف فنه للدكتاتور صدام وهو اليوم مريض وبحاجة إلى مبلغ من المال، مشيرا إلى أن الرئيس مام جلال مباشرة وقع على العريضة المقدمة من ذوي الفنان سالم وخصص مبلغا لهم للعلاج، مشددا على أن الرئيس مام جلال كان يمتلك روح التواضع والانسانية وكان ينظر للجميع بإنسانية وهو أحد أسرار نجاحه أيضا.
وعن ما تفتقده العملية السياسية اليوم بعد رحيل الرئيس مام جلال، شدد الدكتور عبداللطيف على أننا نفتقد للقيادات الناضجة مثل الرئيس مام جلال ومنها السيد عبدالعزيز الحكيم ومحمود المشهداني واياد السامرائي وأسامة النجيفي، فنحن نفتقد القيادات التي تتحكم بالعقل والمرونة لانهاء الازمات، مشددا على أن الرئيس مام جلال كان راعي المشهد السياسي في العراق، وبصراحة اليوم لا نمتلك راعيا للمشهد السياسي بعد رحيل مام جلال ليحل محله لذلك فإن الأمور معقدة وتتجه إلى التعقيد يوما بعد يوم حيث تغلب المصالح والانا في إدارة الدولة.
وشدد الدكتور عبداللطيف أن الحل اليوم لانهاء الأزمة السياسية لا يكمن في الذهاب إلى نظام رئاسي، مضيفا بأننا لا ينفعنا سوى النظام النيابي والديمقراطية الحديثة التي تمثل الشعب، مضيفا بأنه يفترض أن نذهب إلى إجراء تعديلات في الدستور والتخلص من المحاصصة في تشكيل الحكومات والإتيان بوزراء يخدمون الدولة والشعب لا أن يخدموا أحزابهم.