شعر : محمد الجاسم
هذه القصيدة كتبتها في حق الراحل الكبير مام جلال بعد زيارتنا له في المستشفى في برلين..قبل رحيله المفجع بأكثر من شهرين تقريباً..وضمّنتها في مجموعتي الشعرية الثالثة التي صدرت في بغداد،بعنوان (مناجل القصب السومرية).
حين إشتهى البركانُ حافّاتٍ خالدةً
لسرمديةِ نيرانِهِ
وإشرأبَّ قرنُ الشيطانِ
يطاولُ طموحَ الفقراءِ
رأينا الليالي تنهمرُ منها ظلماتٌ مصطَنَعةٌ
تطاردُها رغباتُ المتهورينَ
واللاهثينَ وراءَ مجدٍ أجوفَ
إلا الشيخُ الوديعُ
المتلفعُ بشيخوختِهِ النضرة
يبعثُ في أفواهِ الجياعِ
نشوةَ القناعة
**********
مَنْ قالَ إنَّ الجبالَ تموتُ كالكائناتِ الحيةِ
أَلْسِنَةُ الثورةِ تتصاعدُ منْ فمِ الوادي
عوارضُ السيطراتِ الملغومةِ
تخشى مهابةَ الغدِ المؤمَّلِ
الجُسورُ والقناطرُ
تربطُ بين ضفتي القلب
كلما رفعَ الشيخُ يدَهُ يحيّي الجماهير
لُحُفٌ من الطمأنينةِ
توزعُها المنظماتُ الروحيةُ
لكلِّ مَنْ أحَبَّ الشيخَ الوقور
**************
قرقعاتُ السلاحِ
التي كانت تخدُشُ أسماعَ الأشقّاء
ماعادتْ تُخيفُ شواربَ المقاتلين
لأن صدرَ الشيخِ الرحب
تصدى لإحتباسِها
*************
دماءُ الطيور
وماعزُ الجبل
ونزيفُ الزهورِ البريّةِ
لم يكنْ كلُّ هذا
ليتوقفَ
لو لا حكمةُ الشيخ
الجبالُ والوديانُ تستدرُّ السُحُبَ المهاجرة
كي لاتتركَ للدخلاءِ
والمحاربينَ المفترضينَ
رصْفَ خارطةِ الجبالِ والوديانِ
بالجماجمِ من جديد
الرفاهيةُ تحتاجُ أبجدياتٍ منسوجةً بالحبِّ
تتسللُ الى دفاترِ التلاميذ
معطرةً بأنفاسِ الشيخ..
والغسقُ المديدُ
لم يَعُدْ بحاجةٍ الى المصابيح
فإبتسامةُ الشيخ
تُفَيِّئُ مزارعَ كردستانَ كلَّها
بإشراقةِ المجد
وتسقي
مرابع البطولة والنضال
بِدِيمَةِ التفاؤل.
———————————————-
ناصرية دورتموند ـ ألمانيا
07آب2017