الجزء الثالث من موسوعة (صحفيون بين جيلين) يرى النور ..
د. محمد وليد صالح/ إعلامي وباحث أكاديمي
عمل كبير يجب أن يحظى بدعم الجهات المعنية وإهتمامها لنجاحه عربياً ودولياً، إذ تعد موسوعة (صحفيون بين جيلين) لمدونها الكاتب والقاص صادق فرج التميمي من المجرات المشعة ذات البعد الصحفي والإعلامي والإنساني التنويري، كونها واحة تزخر بالسير المهنية لنخبة من الصحفيين والإعلاميين القدامى، وما قدموه عبر سنوات طوال من جهد كبير لخدمة الشعب عبر تأريخ العراق المعاصر يقابل ذلك كوكبة ممن عاصروهم في العمل المهني أو أقتربوا منهم، في سنوات سبقت الإحتلال الأمريكي عام 2003 وما بعده بقليل..
إذ إستطاع التميمي بموسوعته التحليق برواد الصحافة والإعلام ونظرائهم من جيل المهنة الجديد بمقارنة تنم عن إدراك ووعي كبيرين، وهو يحاكي سيرهم المهنية ويتداولها بصدق وأمانة وشرف ليرسم منها لوحات غاية في الإبداع بإسلوبه السردي والقصصي الجميل، بما يملك من معلومات ثرّة عن تأريخهم الممتد على مزاولة المهنة..
موسوعة (صحفيون بين جيلين) تعد المبادءة الأولى التي خطت لها مساراً متميزاً على الصعيد المحلي، من خلال تمتعها بالسمات الوثائقية والتأريخية في تقديم وعرض سير الرواد والشباب في مهنة المتاعب، فضلاً عن تواصلها بنشر الأجزاء المقبلة لتسليط الأضواء على الحصاد الصحفي في درب صاحبة الجلالة خدمة للعمل الإعلامي في العراق والعالم، من اجل ترسيخ مفاهيمه وردم الفجوة الإتصالية بين المجتمع العراقي من جهة والمجتمعات المتطورة من جهة أخرى..
وفي سياق رسالة الإعلام والإتصال الموجهة وأوعيته التكنولوجية الحديثة، صار المنتج المهني المحلي المرئي والمسموع والمقروء عابر للحدود في ظل العصرنة الفضائية والتطبيقات المستحدثة ضمن الفضاء الإفتراضي، ما يعني وجوب ان تحظى هذه الموسوعة الوثائقية التأريخية بدعم الجهات المعنية وإهتمامها لتحقيق نجاحها عربياً ودولياً، لاسيما بعد اكتساب اهميتها من جزئيها الأول والثاني وحالياً بين أيدينا الجزء الثالث الذي صدر تزامناً مع الذكرى الـ (153) للإحتفاء بالصحافة العراقية، وإطلالة المحترفون على المستوى العربي والعالمي من الصحفيين والإعلاميين لفرز الدفق المعلوماتي بهدف تكامل صناعة الخطاب الإعلامي ودعمه عبر آليات التسويق الرقمي، ويمكن إدراجها ضمن مشروع واعدون لتمكين طلبة الصحافة والإعلام وتطوير مهاراتهم المهنية الميدانية، وهذا نهج الشراكات العالمية الشاملة في المرحلة المقبلة..