خاص – المسرى
انحراف الأطفال وتشردهم من الظواهر المنتشرة والتي تعاني منها الكثير من دول العالم لا سيما العراق، وهي ظاهرة خطيرة وملازمة لنمو المدن والتوسع الحضاري.
وتعود أسباب انتشار هذه الظاهرة إلى أسباب اقتصادية وثقافية وأسرية ونفسية محيطة بالأطفال الذين يتخذون الأماكن العامة كالحدائق أو أماكن مهجورة مأوى لهم ما يشكل خطراً كبيراً على المجتمع كونهم يخالطون المشبوهين والمنحرفين.
ولحماية الأطفال وحتى المسنين من هذه الظاهرة، تم تأسيس البيت العراقي للإبداع حديثاً وهو خاص للأطفال ويتضمن تعليمهم العديد من المجالات.
ويقول رئيس البيت العراقي للإبداع هشام الذهبي خلال مشاركته في برنامج (لقاء المسرى) الذي يبث على قناة (المسرى)، إنه “بعد صبر دام 19 عاماً تمكنا من تحقيق هذا المنجز وهو أكبر بيت للأطفال في العراق”، مضيفاً، أن “عدد الأطفال ارتفع إلى الضعف في البيت العراقي واليوم يحتوي البيت 75 إلى 80 طفل دون 15 عاماً، ناهيك عن الشباب الذين هم طلاب كليات ومعاهد وإعداديات”.
يتكون البيت من عدة أقسام
وأوضح الذهبي، أن “البيت يتكون من عدة أقسام من الحلاقة والخياطة والطبخ والرسم والموسيقى ومكتبات عامة وخاصة وقاعات للألعاب خاصة بالأطفال وصالات سينما للكبار والأطفال”، مشيراً إلى أن “أهم فقرة في هذا البيت أنه أصبحت هناك عملية عزل للفئات العمرية، إضافة إلى أن هناك عزل للحالات التي تأتي حديثاً من الخارج إلى الدار، حيث تبقى هذه الحالات من 10 إلى 15 يوماً في غرفة خاصة فيها كافة الاحتياجات مع باحث نفسي يدرس أوضاع الحالات خلال هذه المدة وبعد ذلك يتم دمج الحالات الجديدة مع الأطفال”.
وأكد رئيس البيت العراقي، أن “الدار تتعامل ليس فقط مع الأيتام بل مع كافة الأطفال، سواء كان يتيماً أو مشرداً أو فاقداً للرعاية الأسرية أو تعرض للتعنيف الأسري”، مضيفاً أن “مهمة البيت هي حل مشاكل الأطفال وإعادتهم إلى أسرهم وأنه لا يسلم أي طفل لأسرته إلا بعد التأكد من أن الأسرة ستهتم به”.
وبشأن التعاون والتنسيق مع الجهات الحكومية يقول الذهبي: إن “كافة مؤسسات الدولة فتحت أبوابها أمام الدار، من وزارة الداخلية والشرطة المجتمعية ووزارتي العمل والتربية وكذلك وزارة الشباب”.
وأضاف، أن “البيت العراقي بعد إنجازه أصبح قبلة ليس للعراقيين فقط، بل يتحدث عنه كل العرب، مع العلم أن الدار لا تتعامل مع منظمات أجنبية أو جهات خارجية ولا سفارات ولا أي جهة أخرى”.
وأوضح هشام الذهبي، أن “ما يميز هذه الدار عن الدور التقليدية الأخرى هو عدم إحساس وشعور الأطفال بالعزلة في الدار وأن لديهم علاقات وأن هناك من يزورهم”.
وأشار إلى أن “هناك أيضاً دار للمسنين، يديره الأطفال أنفسهم المتخرجين من البيت العراقي للأطفال”.
وبشأن آلية جلب المسنين إلى الدار، قال الذهبي، إن “لديهم فريق مسح ميداني يخرج بعد منتصف الليل ويبحث عن أي حالة تستوجب رعايها في شوارع بغداد ويقومون بجلبها إلى الدار”.
ارتفاع عدد الأطفال في سوق العمل
أسهمت الظروف الأمنية والصعوبات الاقتصادية التي يمر بها العراق في ارتفاع عدد الأطفال الداخلين إلى سوق العمل رغم المحاذير القانونية والاجتماعية والمخاطر التي يمكن أن تواجههم والأعمال الشاقة التي ينخرطوا فيها، ناهيك عن إمكانية استغلالهم من قبل عصابات ترويج المخدرات والمجموعات الإرهابية للقيام بأعمال تنافي قيم الطفولة.