أكد فريد أسسرد سكرتير المجلس القيادي للاتحاد الوطني الكوردستاني أن حالة الانقسام السياسي في العراق مرتبطة بتنفيذ برنامج الحكومة الجديدة، لافتا إلى أن الكورد لم يتفقوا على مرشح واحد لمنصب رئيس الجمهورية.
أسسرد: لم يكن سهلا تجاوز مرحلة استمرت لـ ٣٥ عاما
وقال فريد أسسرد خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، أعتقد أن هناك أسباب كثيرة تسبب في الازمة السياسية والوضع الراهن في العراق، موضحا أن العراق ومنذ سقوط النظام السابق يمر بمرحلة إنتقالية وهذه المرحلة ربما كانت في بعض البلدان قصيرة لكن سقوط نظام كان قائما لمدة 35 عاما وتسبب في المشكلات للعراق داخليا وخارجيا فإنه لم يكن من السهل تجاوز المرحلة.
أسسرد: الوجود الأمريكي سبب مشكلات لازال العراق يعاني منها
وأضاف أن هناك عوامل وأسباب تتعلق بالأطراف والقوى التي تحولت بين ليلة وضحاها من المعارضة إلى الحكم، فهي لم تكن تمتلك التجربة الكافية في الحكم، مشيرا إلى أن أحد الأسباب أيضا هو التدخل الخارجي في العراق، والذي جلب المشكلات للعراق، كما أن الوجود الأمريكي أيضا تسبب في الكثير من المشكلات التي لا تزال موجودة حتى الآن في العراق.
أسسرد: ليس هناك إستيعاب كامل لفكرة الفيدرالية في دولة كانت مركزية منذ تأسيسها
وتابع أسسرد أن بناء نظام جديد على أنقاض النظام السابق كانت عملية صعبة وكان من الضروري أن يكون هناك توافق واصبح العراق دولة إتحادية وحصل الكورد على اقليم، مشيرا إلى أن مشكلات كبيرة أيضا برزت مع ذلك، لأنه ليس هناك إستيعاب كامل لفكرة الفيدرالية فالدولة العراق كانت مركزية منذ تأسيسها وحتى إسقاط النظام السابق، مشددا على أن كل هذه الامور تسبب في تراكم المشكلات في العراق وأدى إلى الازمة السياسية الراهنة.
أسسرد: مرحلة مابعد تشكيل الحكومة ستكون إنتقالية بين اللااستقرار الى الاستقرار
وأشار أسسرد ان الديمقراطية في العراق ليست متجذرة، موضحا أنه في جميع البلدان حين تمر بمرحلة سقوط للنظام السياسي تتبعها من الاضطراب لمدة طويلة، مشددا على أنه في النهاية سيعود الاستقرار إلى العراق لكن بعد مرحلة طويلة من اللااستقرار، مؤكدا أن المرحلة التي تلي تشكيل الحكومة ستكون مرحلة إنتقالية بين مرحلة اللااستقرار الى مرحلة الاستقرار، لكن بشرط تكاتف جميع القوى العراقية لإنجاح الحكومة الجديدة.
أسسرد: مصير العراق والعملية السياسية مرتبط بالحكومة التي ستتشكل
وعن حالة الانقسام السياسي في البلاد ومتى تنتهي، شدد أسسرد على أن إنتهاء هذه الحالة مرتبط بالتطورات اللاحقة التي ستظهر بعد تشكيل الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أن الدعم الدولي للديمقراطية في العراق هو إمتداد للمحاولات الدولية السابقة بعد إسقاط الدكتاتورية وبناء نظام ديمقراطي، مؤكدا أن مصير العراق والعملية السياسية مرتبط بالحكومة الاتحادية التي ستتشكل.
أسسرد: برنامج حكومة السوداني يلبي مطالب الكورد
وعن البرنامج الحكومي الذي قدمه مرشح رئاسة الوزراء محمد شياع السوداني وهل يلبي مطالب الكورد، قال أسسرد أن البرنامج الحكومي ليس نتيجة تفكير رئيس الوزراء المكلف فقط بل إن البرنامج يعبر عن الأفكار الكوردية والطموحات الكوردية والبرنامج الكوردي المقبل، مبينا أن الكورد إستطاعوا تضمن أغلب مطالبهم ضمن هذا البرنامج، مشيرا إلى أن الشيعة والسنة أيضا ساهموا في البرنامج وتضمن مطالبهم، مشددا على أن هناك توافق على البرنامج وهو لن يواجه مشكلة حين تمريره في مجلس النواب لأنه يعبر عن طموحات المكونات السياسية الثلاث الرئيسية في العراق، مشددا على أن هذا التوافق على برنامج السوداني سيكون عاملا رئيسيا لنجاحه.
أسسرد: برنامج السوداني هو أفضل برنامج يمكن أن يقدمه رئيس وزراء
ولفت أسسرد على أن لدى الكورد بعض الأفكار في يتعلق بالبرنامج الحكومي وهذه الأفكار حقيقة متجسدة في البرنامج، موضحا أن المطالب الكوردية هي نفسها التي لم تتحقق حتى الآن، مثل العمل على تنفيذ المادة 140 من الدستور، وأن يكون هناك مجلس الاتحاد إلى جانب مجلس النواب، مشددا على أن البرنامج الحكومي للسوداني هو أفضل برنامج يمكن أن يقدمه رئيس وزراء مكلف بتشكيل الحكومة.
أسسرد: التيار الصدري ظاهرة إجتماعية يعبر عن قطاع كبير من الجماهير
وأضاف أسسرد أن الاتحاد الوطني يرى أن تطبيق برنامج حكومة السوداني هو المحك لإخراج البلاد من الأزمة الراهنة، مشددا على ضرورة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في البرنامج وهو لصالح الكورد والسنة والشيعة، مشيرا إلى أن هناك حالة من التوافق غير المعلن بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي على تضمن المطالب في البرنامج الحكومي، لافتا إلى أن الحزبين منضويان ضمن تحالف إدارة الدولة الذي يضم الاطار التنسيقي وقوى سياسية عدة، مشيرا إلى أن التحالف لا يضم التيار الصدري لكن هناك مجال لضم التيار الصدري إلى هذا التحالف، مشددا على أن التيار الصدري ظاهرة إجتماعية وليس حزبا سياسيا لذلك فهو يعبر عن قطاع كبير من الجماهير في جنوب العراق.
أسسرد: بإمكان الصدر لعب دورين في الدورة الانتخابية الحالية
ولفت أسسرد إلى أن الاتحاد الوطني يرغب ويتمنى أن يكون لزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر مساهمة في تشكيل الحكومة الاتحادية، مشيرا إلى أن السيد الصدر يمكنه لعب دورين في آن واحد أولهما عن طريق وزرائه إذا رغب بالمشاركة في تحالف إدارة الدولة او الحكومة المقبلة، وثانيهما لعب دور معارضة سلمية في إطار القوانين في البلاد بحيث يمكنه تشكيل معارضة للأداء السلبي وهو ما يعني تعزيزا للديمقراطية في البلاد.
أسسرد: الكورد يرغبون في نجاح تحالف إدارة الدولة
وعن توحد الاحزاب الكوردستانية وانضمامها إلى تحالف إدارة الدولة وإستمرار الخلاف بشأن رئاسة الجمهورية، أكد أسسرد أن القوى السياسية العراقية رحبت بذلك، مشددا على أن الكورد يرغبون في نجاح تحالف إدارة الدولة وتشكيل الحكومة الجديدة وتنفيذ برنامجها الذي نعتقد أن فيه نقاط عدة لصالح إقليم كوردستان والعراق بشكل عام.
أسسرد: اتفاق اليكيتي والبارتي لا يزال سارِيا رغم محاولة الأخير التنصل منه
وأضاف أسسرد أن الخلاف الكوردي الكوردي بشأن رئاسة الجمهورية ناجم عن خلاف في طريقة التعامل مع الاتفاقات السابقة وتحليل الوضع السياسي في اقليم كوردستان والعراق، مشيرا إلى أن هناك إتفاق منذ 2004 بين الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي بشأن تقاسم المناصب بين الحزبين في الاقليم وبغداد، مشددا على أن الاتفاق كان على أن يتولى مرشح الاتحاد الوطني منصب رئاسة الجمهورية على أن يتولى مرشح الحزب الديمقراطي منصب رئاسة الاقليم، مؤكدا أن الاتفاق لا يزال سارِ رغم أن الحزب الديمقراطي يريد التنصل منه، لافتا إلى أن إلغاء أي اتفاق يكون بتوافق الطرفين، مشددا على أن الاتحاد الوطني لا يزال متمسكا بهذا الاتفاق مع الحزب الديمقراطي، لافتا إلى أن الاتحاد الوطني إلتزم بالاتفاق ولم يقدم مرشحين طيلة السنوات المنصرمة لمنصب رئيس الاقليم وكان يفترض على الحزب الديمقراطي ينظر للأمر بالنظرة نفسها التي نحن ننظر بها.
أسسرد: الكورد لم يتفقوا على مرشح واحد لمنصب رئيس الجمهورية
وعن حسم الخلاف على منصب رئاسة الجمهورية، قال أسسرد أنه جرت محاولات للتوصل إلى توافق لكن الجانبين فشلا ولم يتم التوافق على مرشح واحد يمثل الاثنين، مشيرا إلى أن الاتحاد الوطني إقترح على الحزب الديمقراطي أن يكون الدكتور برهم صالح مرشحا للحزبين وليس للاتحاد الوطني لوحده لكنهم رفضوا ذلك، مؤكدا أن الخلاف لا يزال قائما بين الجانبين، مشيرا إلى أن العملية السياسية يجب ألا تتوقف على توافق الجانبين والحل هو إما توافق الحزبين وهو لم يحصل وإما ذهاب الحزبين بمرشحين إلى جلسة إنتخاب رئيس الجمهورية المقررة يوم الخميس المقبل.
أسسرد: استبعد توصل اليكيتي والبارتي لإتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية قبل يوم الخميس
وشدد أسسرد على ضرورة إحترام العملية السياسية وانتخاب رئيس الجمهورية ممارسة ديمقراطية وفي حال لم يفز مرشح الاتحاد الوطني في جلسة انتخاب الرئيس علينا إحترام النتيجة فمن يحصل على أكبر عدد من أصوات أعضاء مجلس النواب سيكون رئيسا للجمهورية، مستبعدا في الوقت نفسه توصل الحزبين الكورديين إلى إتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية قبل يوم الخميس.
أسسرد: الخلاف على منصب رئيس الجمهورية أثر على الحياة العامة في الاقليم
وعن تأثير الخلاف على رئاسة الجمهورية على موقع الكورد في بغداد، شدد أسسرد على أن الخلاف لم يكن له تأثير كبير في بغداد، لكن هذا الخلاف أثر على علاقات الحزبين مع بعضهما البعض وعلى طريقة إدارة حكومة الاقليم والحياة العامة في الاقليم، متوقعا أن يكون هناك تأثير مرة أخرى في حال نجاح مرشح أحد الحزبين بالفوز بمنصب رئيس الجمهورية وفشل الآخر.
أسسرد: الخلاف الشيعي على رئاسة الوزراء أكبر من الخلاف الكوردي على رئاسة الجمهورية
ورفض أسسرد تحميل الكورد والخلاف على رئاسة الجمهورية مسؤولية تأخر تشكيل الحكومة، موضحا أن الخلاف الكوردي على منصب بروتوكولي لكن الصراع بين الطرفين الاساسيين في البيت الشيعي يتجسد على المنصب التنفيذي الفعلي في العراق وهو رئاسة الوزراء، مشيرا إلى أن الخلاف الشيعي على منصب رئيس الوزراء إذا تم مقارنته بالخلاف الكوردي فهو الأكبر.
أسسرد: بغداد خيارنا الإستراتيجي ويجب أن نكون متواجدين فيها بفعالية
وعن دور الاتحاد الوطني في حل الأزمة السياسية، شدد أسسرد على أن الاتحاد الوطني وضع برنامجا مكثفا لإعادة الحيوية إلى علاقاته مع بغداد ويرغب في إستمرارها، مشيرا إلى أن الازمة الحالية كانت السبب الرئيسي لدفع الاتحاد الوطني إلى تفعيل دوره مع جميع الاطراف السياسية العراقية، لافتا إلى أن احد محاسن الازمة السياسية أنها دفعتنا الى طريقة تفكير جديدة ووصلنا إلى قناعة أن بغداد هي خيارنا الاستراتيجي ويجب أن نكون متواجدين فيها بفعالية وأن لا نغيب عن أي حدث فيها ونساهم في معالجة الازمات.