أكد الباحث في الشأن السياسي غازي اللامي ضرورة أن يقوم المكلف برئاسة الوزراء محمد شياع السوداني بتشكيل حكومته وفق قناعاته، محذرا من الابقاء على بعض الوزارات دون وزير وادارتها بالوكالة.
اللامي: لازالت آثار الأزمة السياسية واضحة على المشهد
وقال اللامي خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى إن الأزمة السياسية التي تلت إجراء الانتخابات المبكرة في اكتوبر من العام الماضي واستمرت لأكثر من عام وانتهت بانتخاب رئيس للجمهورية وتكليف مرشح الكتلة الاكبر لتشكيل الحكومة، لازالت آثارها مستمرة على المشهد السياسي في البلاد.
اللامي: آثار الانسداد السياسي مستمرة وتتجلى ف التدخلات بعملية اختيار الوزراء
وأضاف اللامي أن آثار الانسداد السياسي على المشهد مستمرة ويتجلى من خلال التدخلات الحزبية والكتل السياسية في عملية اختيار الوزراء وتشكيل الكابينة وعدم إعطاء الحرية للسوداني باختيار الشخصيات المناسبة لتسلم الوزارات، مشيرا إلى أن هذا السيناريو كان موجودا مع الحكومات السابقة ويعاد مرة أخرى وهذا يحد من عمل السوداني وعدم إعطائه الحرية ليكون مسؤولا عن خياراته عندما يحدث خلل في أداء الوزارات.
اللامي: برنامج حكومة السوداني لن ينفذ إن تعرض لضغوطات سياسية
واشار اللامي إلى أن البرنامج الحكومي لرئيس الوزراء المكلف كان يفترض أن يتكون من 4 الى 5 محاور تتعلق بمعالجات مهمة منها تلبية مطالب المواطنين وخاصة الذين خرجوا في تظاهرات، لافتا إلى أن البرنامج الحكومي اليوم يتضمن 21 محورا وهذا ثقيل جدا، خاصة أن هناك تسريبات عن أن عمر الحكومة لن يكون 4 سنوات بل بحدود سنة ونصف السنة والذهاب إلى انتخابات مبكرة والقوى السياسية متفقة على ذلك، مشددا على أن السوداني لن يستطيع تحقيق برنامجه الحكومة خلال السنة ونصف السنة.
اللامي: على الأحزاب السياسية إعطاء السوداني فرصة ليشكل حكومته وفق قناعته
وشدد اللامي على أن العقلية الحزبية لصقور المشهد السياسي في العراق لا تزال تتصور أنه يجب أن يفرضوا الوزراء على رئيس الوزراء المكلف، مشيرا إلى أنه رغم أن المرجعية الدينية أكدت على ضرورة ألا يجرب المجرب، إلا أنه ستظهر في حكومة السوداني أسماء جربت في المشهد السياسي، داعيا الأحزاب السياسية إلى أن تعطي السوداني فرصة ليشكل حكومته وفق قناعته.
الامي: كيف تتم معالجة الفساد إن كان الوزير غير مختص
وأبدى اللامي إستغرابه من تسلم بعض السياسيين مناصب وزراية في الحكومات تختلف في إختصاصها عن بعضها البعض، لافتا إلى أن تسنم أي شخص لمنصب وزارة خدمية في حكومة سابقة وتسنمه منصبا لوزارة أمنية في حكومة لاحقة أمر بعيد عن التخصص والكفاءة، مشددا على أن هذا الأمر مشروع للفساد والسرقة ويؤشر على ضعف القانون في البلاد، متسائلا كيف يمكن معالجة الفساد في أي وزارة إن كان الوزير غير مختص في عمل الوزارة؟ وتسنم المصب بانتمائه السياسي وهذا يجعل الوزارة تعمل وفق رؤية سياسية لا مهنية، مشددا على أن الاختصاص مغيب في تسمية الوزراء وتعيينهم في الحكومات العراقية.
اللامي: رأس الوزارات الأمنية يجب أن يكون رجلا عسكريا
وعن تأثير خلاف القوى السياسية على مرشحي الوزارات الأمنية على المشهد الأمني في البلاد، قال اللامي إن العراق يمر بظرف حساس والظرف الامني قلق وغير مستقر فإنه يجب أن يكون من على رأس الوزارة الأمنية رجلا عسكريا ولا أن يكون مدنيا من يتسلم الوزارات الامنية، مشددا على ضرورة أن يتم تسمية وزراء أمنيين وفق الاختصاص وان يكون من يتسلم وزارة أمنية على قدر المسؤولية، كي لا يكون ضعيفا أمام ما يواجهه العراق من تحديات أمنية.
اللامي: إدارة الوزارات بالوكالة طامة كبرى ولا يجب أن يقبل بها السوداني
وعن إمكانية التصويت على عدد من الوزراء في حكومة السوداني وإدارة الوزارات الباقية بالوكالة، أوضح اللامي أن هذا الأمر حصل سابقا ويتم التصويت لوزراء وتبقى وزارات إما يديرها رئيس الحكومة او تسند بالوكالة إلى وزير آخر، مشددا على أن ذلك يعتبر طامة كبرى وإداراة الوزارات بالوكالة يعطل مصالح المواطنين، داعيا رئيس الوزراء المكلف الى مغادرة هذه العقلية وعدم ابقاء الوزارات بالوكالة أو تسمية وزراء غير مؤهلين لإرضاء القوى السياسية.
اللامي: السوداني لن ينفذ فقرة واحدة من برنامجه بوجود تدخلات سياسية
ولم يستبعد اللامي أن يذهب السوداني إلى الاعتذار عن تشكيل الحكومة أو الاستقالة في حال عدم قدرته على تنفيذ برنامجه الحكومي، مشددا على أن السوداني لن يستطيع تنفيذ حتى فقرة واحدة من برنامجه إن كان هناك تدخل من القوى السياسية، مشددا على ضرورة أن يكون السوداني شجاعا في حال عدم قدرته على تنفيذ برنامج وأن يعلن أن برنامجه يصطدم برغبات الاحزاب ورؤاها.