بغداد / علي السامرائي
بثت السفارة الهندية ، ليل السبت، الفرح في القلوب عندما نقلت انوار مهرجان “ديوالي” من شوارع المدن الهندية لتسطع في سماء بغداد.
وازدان مقر السفارة في بغداد والاماكن المحيطة به بصفوف المصابيح الزيتية والكهربائية والفوانيس والشموع ايذانا بالاحتفال بمهرجان الأضواء الذي يمتد لخمسة أيام متتالية خلال شهر تشرين الاول وفق التقويم الهندوسي.
و”ديوالي” هو احد اكبر الاعياد التي يتم الاحتفال بها في الهند ويعرف باسم “مهرجان الاضواء” بفضل اضاءة مصابيح الزيت وتزيين المنازل والمدن بسلاسل من الأضواء المتلألئة، وبينما يحتفل العديد من الهندوس بعيد “ديوالي” ، فان الناس من مختلف الأديان دأبوا على احياء العيد المتجذر في التقاليد الدينية.
وابدى السفير الهندي لدى العراق براشانت بيساي حرصه على تعريف الشعب العراقي بالثقافة والتقاليد الهندية .
وقال بيساي ان “عيد الانوار او مهرجان الاضواء المعروف بأسم ديوالي يعد اهم مهرجان بالهند وكلمة ديوالي تتكون من اتحاد كلمتين وتعني مصابيح الطين المرتبة فيتم الاحتفال بإضاء المصابيح تعبيرا عن انتصار الخير على الشر والنور على الظلام ويجري تبادل الهدايا وزيارة الاقارب والاصدقاء” لافتا الى ان ” المناسبة لها بعد ديني واقتصادي بالهند وتم استئناف الاحتفال بها الان بعد ان توقفت بسبب جائحة كورونا والقيود المفروضة منذ ثلاثة سنوات “.
وكشف السفير الهندي بان ان العائلات الهندية قامت في اليوم الاول من ايام المهرجان التي تستمر لخمسة ايام بشراء هدايا من الذهب بكمية بلغت نحو ٤٠ طنا من الذهب”.
وبغض النظر عن كون ديوالي احتفالا هندوسيا بشكل عام كونه يشير إلى وصول الإله راما الى عالمه بجانب زوجته سيتا وإخوته بعد 14 عاما في حالة نفي، فإن المسلمون والسيخ ومختلف الطوائف يحتفلون فيه باعتباره فرصة رائعة لتاكيد التقاليد الهندية بهذه المناسبة السنوية غير المألوفة والتي تحاط بالفولكلور الهندي.
ويتم الاحتفال بعيد ديوالي على نطاق واسع خلال 5 أيام، كل يوم يشمل مختلف الاحتفالات فخلال يوم ديوالي الرئيسي ، المعروف باسم “دانتيراس”، يتم تنظيف المنازل.
وفي اليوم الثاني من الاحتفال المعروف بأسم “شوتي ديوالي” يجب على جميع أفراد الأسرة الاستيقاظ مبكراً والاستحمام باستخدام الزيوت لتخفيف إرهاق الجسم، ومن ثم إضاءة منازلهم،.
وفي اليوم الأساسي للاحتفال وهو اليوم الثالث ، “ديوالي”يزور الأفراد عائلاتهم وتضاء الفوانيس في الليل والسماء تكون مليئة بالألعاب النارية والأضواء.
اما في اليوم الرابع ويسمى “بادوا” او “جوفاردان بوجا، فيكون مهرجان المودة المشترك بين الزوجين والذي يميزه العطاء والحصول على الهدايا فيما يخصص اليوم الأخير من ديوالي الذي يعرف ب “بهاي دوج “للاحتفال بعلاقة الأخوة التي تجمع بين الأخوة والأخوات.
واستنسخت السفارة الهندية صورة طبق الاصل عن اجواء الاحتفال في المدن الهندية ونقلتها الى بغداد وسط تفاعل كبير من قبل العراقيين المدعوين الى المهرجان والذين شاركوا السفير الهندي واركان السفارة الى جانب اعضاء السلك الدبلوماسي في ايقاد الشموع والفوانيس الى جانب التفاعل الواسع مع اداء اغنيات هندية شدى بها صوت شابتين عراقيتين اتقنتا الغناء الهندي الى جانب اداء شابات عراقيات استفدن من دورات مجانية في رياضة اليوغا للوحة راقصة على انغام موشحات اندلسية فضلا عن اداء رقصة هندية – نيبالية مستوحاة من التحاق الجنود النيباليين وشرح تاريخي للمعركة المشتركة التي خاضوها سوية.
وتجسد المناسبات الهندية ومنها مهرجان ديوالي الكثير من العادات والتقاليد الهندية وألوان الطيف الدينية والثقافية لكنها تحمل في ثناياها اشارات لبداية جديدة وعهد جديد.