الدورة الثالثة لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية الذي يعقد تحت عنوان “العمل يدا بيد لبناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية في العصر الجديد”
باسم رئيس حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني السيد بافل طالباني والمكتب السياسي للحزب .
رؤساء والاحزاب السياسية في دول العربية المحترمون
بعد التحية
الاخوات والاخوة الاعزاء في دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بمناسبة انعقاد الدورة الثالثة لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية، نود بداية ان نهنيء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بمناسبة نجاح المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، متمنين لحزبكم العريق المزيد من التطور ولقراراتكم وسياساتكم الجديدة بعد المؤتمر الموفقية و النجاح ولشعب الصين الصديق المزيد من الازدهار والتقدم.
في وقت يواجه فيه العالم اجمع تحديات سياسية وامنية واقتصادية جمة، والذي يرجح ان تكون تبعاتها اكثر صعوبة على العالم في العام المقبل، فإننا نتوقع ان يكون للصين بالتنسيق مع دول العالم والمنطقة، المزيد من التعاون والتنسيق في مختلف المجالات، وخصوصاً برامج التنمية الاقتصادية والبشرية التي تبنتها الصين بهدف تحقيق الرخاء المشترك للجميع، وتحقيق التقدم المادي والثقافي والأخلاقي، والوئام بين البشر والطبيعة، والتنمية السلمية.
ونحن في الاتحاد الوطني الكوردستاني نشيد بمبادرة الحزام والطريق من أجل الربط بين دول الشرق والغرب والعمل على تنميتها فى كافة المجالات، وندعم ونسعى لبناء سياسات جديدة تكون اكثر انفتاحاً للحد من عدم المساواة وبذل جهود مشتركة لبناء مستقبل أفضل للبشرية. ومن منطلق دورنا وتحمل مسئولياتنا نعمل للتعاون مع أحزاب العالم من أجل تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية والقضاء على الفقر وردم الفجوة بين الدول وبين الشعوب.
كما أننا نطالب الدول والشعوب الحرة فى العالم وبينهم الشعب الصيني العظيم بمساندة شعب كردستان والعراق بشكل عام لبناء اسس وركائز الحكم الرشيد، والذي يتمثل بالحفاظ على الحرية والديمقراطية وترسيخ النظام الفدرالي في العراق.
لقد طرحت الصين منذ خمسينيات القرن الماضي مبادئ التعايش المتمثلة بالتعايش السلمي والاحترام المتبادل للسيادة ووحدة الأراضي، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وعدم الاعتداء المتبادل، والمساواة والمنفعة المتبادلة، وقد اعتمدت الصين هذه المبادئ في علاقاتها الدولية. وتأتي مبادرة الحزام والطريق والدعم المتعدد الاشكال الذي قدمته الصين للعديد من دول العالم لمكافحة فايروس كورونا تجسيداً آخر للمبادئ التي تحكم سياسة الصين الخارجية والتي تضمن المصالح والمنافع المتبادلة للدول واحترام السيادة الوطنية.
وعلي الرغم من ان الصين تُعد الشريك التجاري الأكبر للدول العربية، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بينها نحو 330 مليار دولار أميركي او اكثر خلال العامين الاخرين، الا ان التبادل التجاري بين الصين والمنطقة العربية عرف بكونه تقليدياً، فما يزال محصوراً بأنماط التبادل النمطي، وفي مجالات محدودة، مثل الطاقة، والبنية التحتية، والتبادل السلعي، وبشكل خاص المنتجات الصناعية الصينية، ولم يتوسع بالشكل المطلوب في مجالات الاقتصاد الرقمي ومجالات الاتصالات، بما في ذلك الأقمار الصناعية وتقنية الجيل الخامس والبيانات الكبرى وغيرها من مجالات التعاون غير النمطية.
ونحن في الاتحاد الوطني الكوردستاني وبهذه المناسبة ندعم وبقوة زيادة تعميق التعاون بيننا وبين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب العراق والدول العربية وتعزيز تبادل الأفكار والثقة السياسية المتبادلة بين الجانبين، ودفع تطور علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية إلى الأمام باستمرار.
ونسعى لكي يكون لنا دور محوري في نشاطات الدورة الثالثة لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية، والعمل معا لبناء مستقبل افضل للصين والدول العربية وهو ما نعتبره مسؤولية تاريخية تقع على عاتق الأحزاب السياسية، التي ينبغي ان تعمل على توعية جماهيرها فكريا وثقافيا والاهتمام بالافراد والمنظمات ليأخذوا دورهم في بناء ركائز مجتمع عصري منفتح يمتلك وسائل الانتاج والعيش الكريم.
سركوت محمد غفور
عضو المجلس القيادي مسؤول بورد العلاقات الخارجية في
الاتحاد الوطني الكوردستاني