الكاتب.. د.نزار محمود
قد لا تأخذ الثقافة البيئية نصيباً كبيراً في اهتماماتنا الثقافية لأسباب متعددة، منها احوالنا السياسية من عدم استقرار ومناكفات وتخبط وفوضى، ومنها ظروفنا الاقتصادية من بطالة وارتفاع اسعار وتذبذب في اسعار العملة، وليس آخرها الاجتماعية من مشاكل أسرية وعلاقات انسانية.
لقد اصبحت قضايا البيئة بسبب مخاطرها الصحية من ناحية، والاقتصادية من ناحية أخرى تحتل مساحات كبيرة من نشرات الاخبار والتحليلات السياسية، حتى ان جميع الاحزاب، يمينية أو يسارية، باتت تتاجر في برامجها الانتخابية بمدى اهتمامها بالحفاظ على البيئة والمرتبطة كذلك بقضايا مهمة أخرى كالطاقة وغيرها.
وحيث ان الثقافة، في العموم، مزيج تفاعلي بين المعرفة والقيم والسلوك، تصبح مسألة البيئة في وعي قضاياها وقيمها الحياتية من صحية واقتصادية، والتعامل معها كسلوكيات يومية من القضايا المهمة التي تهم حياة الكائنات الحية من بشرية وغيرها. فنحن البشر يهمنا نقاء ما نتنفسه من هواء، وسلامة ما نشربه من ماء، وصحة ما نتناوله من غذاء، ناهيك عن التأثيرات المناخية عن كل ما أشرنا اليه. حتى ان الضوضاء والهدوء هما جانبان مهمان في البيئة الصحية.
في المدارس نتعلم اهمية المحافظة على النظافة، ليس فقط في التنظيف، وانما كذلك في عدم التوسيخ قدر الامكان!
وهكذا نحرص على نظافة مزارعنا ومصانعنا ونتجنب ما تفرزه من مواد وغازات ونفايات ضارة أو سامة وكذلك من خلال الاستخدام الأمثل للموارد.
ولعلنا، كأناس عاديين وأسر، ينبغي ان يهمنا كيفية التعامل مع القمامة، في التقليل منها ما أمكن، وفي فرزها لكي نعيد استخدام ما يمكن من مواد ومصنعات. ان الوعي باهمية البيئة وكيفية المحافظة عليها واجب انساني وثقافة حضارية.
نقلا عن صحيفة الزمان