ليس خفيا على الجميع بان الابن يسير على خطى ابيه المباركة ، هكذا فعل الرئيس بافل جلال الطالباني حين فاجأ جميع الأطراف السياسية وفي مقدمتهم قادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني بلغة معبرة ومليئة بالصراحة و الدقة وعبر عن موقف الاتحاد الوطني الكوردستاني ومساعيه وجهوده ومحاولاته الحثيثة لمعالجة الصدع الحاصل بين الاطراف السياسية و بل العراقية ايضا حفظا للمصلحة العامة والمصلحة الوطنية والمصالح العليا للشعب وفقا للدستور و مبدأ التوافق الوطني وإشراك الجميع دون استثناء في العملية السياسية سواء في أقليم كوردستان او العراق .
نعم إنها حنكة وحكمة ودهاء طالباني في قول الحقيقة ورؤيته للواقع الذي يعاني منه المواطن الكوردستاني و العراقي ايضا، عبر عنها بلغة بسيطة وسهلة وسلسة لفضائية روداو وكشف الاوراق الخفية و الخطط المبطنة لاحراج الاتحاد الوطني الكوردستاني امام الشعب و جماهيره وامام الاطراف السياسية التي تراقب الوضع الراهن عن كثب، مما اضطر قادة الديمقراطي إلى تغيير العديد من معادلاتهم الموجهة ضد السليمانية و المساحة السياسية التي يحكمها الاتحاد الوطني و سياساته الواقعية التي تناضل من اجلها الجماهير وبمسؤولية تاريخية واخلاقية ووطنية، لقد فعلها الطالباني هذه المرة ايضا وكشف المستور وقطع الحجج و التبريرات التي طالما يعزف عليها قادة الديمقراطي لاخفاء فشله واستحواذه و استفرداه بالسلطة والحكم بدوافع واهية واولها حكم الاكثرية حسب ما يزعمون.
بوركت خطاك و صبرك وشكرا على صراحتك الحقيقة التي ادهشت بها القاصي و الداني و اربكت اللاعب الاخر ، والتاريخ حافل بمئات من مثل هذه المواقف التاريخية والحاسمة لفخامة الرئيس مام جلال في مسيرته المشرفة في النضال والكفاح ونذكر منها قراره الجريء بزيارة منزل مسعود البرزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني في خضم القتال ما بين الحزبين في التسعينات حين فاجأ العالم بقراره البطولي وزيارته الاخير في منزله كحمامة سلام يفتقدها العالم باسره.
سر كما سار القائد مام جلال نحو أفق الشمس وسيشهد لك التاريخ والضمائر عن نهجك وحرصك على الشعب و الوطن.
الكاتبة المحامية
هيڤار محمد عمر