الكاتب.. اسعد عبدالله عبدعلي
انتظر اهل العراق بفارغ الصبر وصول منتخب كوستاريكا للبصرة, من اجل اللعب وديا قبل انطلاق كاس العالم بأيام قليلة, حيث مازال العراق يعاني من شبه حظر باللعب على ملاعبه بفعل فاعل, مع ان العراق مستقر امنيا, ولا يعاني من مشاكل, ومع تواجد منشات كروية مبهرة في بغداد والبصرة وكربلاء والنجف, لكن كان هنالك قرار عالمي لمنع العراقيين من اللعب على ملاعبهم, انه القدر السيء الذي يلاحق العراقيين من عام 1984 والى اليوم, حيث عشنا حظرا دوليا ايام حرب ايران, ثم حظر دولي بعد غزو الكويت, ثم حظر دولي بسبب غياب الامن من عام2003, والمحاولات العراقية لرفع الحظر الدولي والاسيوي والعربي مستمرة والى اليوم, ولكنها بقيت غير ناجحة بشكل كامل.
واخر حلقات مسلسل التذرع بمشاكل الامن, كانت رفض منتخب كوستاريكا القدوم للبصرة! مع انهم كانوا متفقين مع الاتحاد العراقي على اللعب.
حسب التسريبات المتاحة ان الاتحاد العراقي اتفق مع منتخب كوستاريكا على تحمل كافة نفقات معسكرهم التدريبي في الكويت, مقابل اللعب مباراة ودية في البصرة, وهو اتفاق غريب يجعل من اتحادنا الحلقة الاضعف, وقد انجز الاتحاد العراقي من جانبه تعهده, والباقي كان على الجانب الكوستريكي الايفاء به وهو اللعب في البصرة, لكن بعد اتمام معسكرهم في الكويت قرروا الذهاب للدوحة! من دون اللعب مع العراق! متذرعين بتوافه الامور.
هنا ينجلي لنا حجم النصب والاحتيال الذي مارسه الكوستاريكيين, وكيف تحول الاتحاد العراقي لكبش ومضحكة للعالم.
هنالك فريق محلي متكون من اعلاميين, وتجار, واعضاء سابقين وحاليين في الاتحاد, وساسة حاقدون, وسماسرة, كلهم يجمعهم هدف واحد الا وهو استمرار حرمان العراق من اللعب على ملاعبه, او ان يتم كل شيء عن طريقهم, فيسعون لإحراق كل شيء مقابل ان تستمر مكاسبهم, وهنالك احاديث انهم نجحوا في افشال مباراة فنزويلا, ولاحقا هم من نجح في ايصال معلومات كاذبة للجانب الكوستريكي وتسببوا في الغاء المباراة, لكن الغريب ان يستمر السكوت عن هذا الفريق القذر والخائن للبلاد.
حيث يجب فضحهم وتحويل ملفهم للقضاء بتهمة الخيانة العظمى, والا فالسكوت مشاركة بالجريمة.
كان على الاتحاد العراقي التخلص من اساليبه المتخلفة في العمل, والاتجاه نحو تعاقد مع شركة عالمية مهمتها توفير مباريات وبطولات ودية, وهي تنجز كل الاعمال المطلوبة لإقامة المباريات الدولية والودية, خصوصا ان اغلب رجال الاتحاد متخلفين في هذا المجال وليسوا ضمن التخصص المطلوب, لذلك قضية التعاقد مع شركة توكل لها هذه المهمة, اصبح امرا واجبا اذا اردنا ان ننجح ونعبر محنة رفض اللعب في العراق.
هكذا يمكن ان ينتقل الاتحاد من الهواية الى الاحترافية, بحيث يكون هنالك جدول سنوي ثابت معروف, للمباريات التي تم الاتفاق عليها.
من الان على الاتحاد الشروع بأطلاق بطولة دولية سنوية, تقام في شهر اب مثلا من كل عام, مثلا بطولة في البصرة يشارك فيها منتخب العراق من منتخبات دولية واندية بالاضافة لنادي يمثل البصرة, على شكل مجموعتين, مثلا يشارك منتخب هنغاريا وبلغاريا ورومانيا والسودان وليبيا وتركيا والصين وروسيا وايران, وتنظم البطولة عبر شركات محترفة, مع اقامة مهرجانات وفعاليات ثقافية ورياضية وترفيهية, بحيث تتحول البصرة الى قبلة للمنطقة في ايام البطولة, فتكون متناغمة النتائج السياحية والاقتصادية والرياضية.
واقامة ايضا بطولة سنوية في ملعب الحبيبة وبطولة اخرى في ملعب كربلاء, وهكذا يتأكل الحصار الرياضي ويصبح غير موجود مع كثرة النشاطات السنوية, والتي تعود بالفائدة على الكرة العراقية.
منذ 14 عام والساحة الاعلامية المحلية تشهد تكاثر برامج النفاق والاكاذيب والتسقيط, حيث تعمل مجموعة من البرامج الاعلامية الرياضية على الضغط والتسقيط للمنتخبات العراقية او الاندية او للمدربين, عبر مساومات رخيصة, وقد تسبب القائمون على هذه البرامج في انتكاسات كروية كبيرة للكرة العراقية, وهم ليسوا بعيدين عن مشكلة كوستاريكا, فهم يمثلون مشكلة كبيرة للكرة العراقية, بسبب حجم التاثير الذي تسببه برامجهم, وعدم وجود جهة رقابية تمنع هذا الظهور الاعلامي الضار.
اليوم نطالب من سيادة رئيس الوزراء التدخل الفوري والملاحقة القانونية لكل خونة الاعلام الذي مستمرين بأدوارهم التخريبية للكرة العراقية, حيث يجب ملاحقتهم قضائيا ومنعهم من الظهور الاعلامي.
نقلا عن صحيفة راي اليوم