الكاتب .. عزالدين المانع
لايزال الجفاف يزحف بكل ضراوة على اهوار العراق ويهدد السكان بالهجرة والنزوح الى المدن المجاورة ،وبيع ما تبقى من مواشيهم وثرواتهم الحيوانية التي اخذت تنفق تدريجيا لشحة المياه ، بعد ان كانت من اروع المناطق المأهولة منذ مئات السنين .. واهميتها تكمن من الناحية البيئية كونها مسطحا مائيا كبيرا لايزال يسهم بتبريد حقول النفط الواقعة تحته ، وتلطيف الاجواء المحيطة به .. وكان هذا المسطح المائي الشاسع خزينا سمكيا حيويا يعتاش عليه الالاف من الصيادين .. وموطنا غنيا بالجاموس والبرمائيات والقصب والبردي والطيور !
وقد اصبحت مناطق الاهوار قبل توغل الجفاف وشحة المياه مصدرا مهما للسياحة وكان من المؤمل ادراجها ضمن لائحة التراث العالمي .. وانها واحدة من اكبر مصادر الاعلاف البروتينية ذات القيمة الغذائية العالية للجاموس الذي يدر الحليب بغزارة . ومصدرآٓ لصناعة منتجات الالبان المتميزة بنكهتها اللذيذة وتغطي احتياجات المحافظات الجنوبية وتصدير الفائض منها الى دول الجوار .
وتعد هذه المسطحات المائية العريقة من اشمل ثلاث طرق جوية لهجرة الطيور من شمال الكرة الارضية والمناطق المنجمدة ، حيث تاتي لقضاء فترة دافئة تنقذها من صقيع المناطق الشمالية المنجمدة ..!
وحظيت اهوار العراق خلال الاعوام الاخيرة بتدفق السواح المحليين والاجانب ، لما تتمتع به من اجواء هادئة وممتعة ومحطات نادرة للطيور التي تبني اعشاشها وسط محطات القصب والبردي والاحواض المليئة بالرخويات والطحالب والبرمائيات التي تتراقص حولها الاسماك .!
وقد وفرت خلال الاعوام الماضية فرص العمل الالاف الصيادين ومربي الجاموس والاسماك ، والمهن العديدة المرتبطة بالمياه والثروات السمكية والماشية وصناعة الزواق وتجارة الالبان ومشتقاتها وتسويقها :
الامل معقود على ما ستبادر به الحكومة الجديدة من اجراءات كفيلة لانقاذ هذا العالم السياحي الجميل قبل ان يفتك به الجفاف .. وتقيم عددا من المنتجعات السياحية لاستقبال الاف السواح من العراق والعالم .. وليس هذا على المسؤولين الحريصين والنزيهين والكفوئين بعسير .!