المسرى .. متابعات
قالت وزارة الموارد المائية ، إن الموجتين المطريتين خلال الموسم الحالي أعادت إغمار الأهوار بالمياه”، لكنها أشارت إلى استمرار المعاناة في الخزين المائي، وتحدثت عن فراغ كبير يعاني منه جراء الجفاف.
جاء ذلك في وقت، أكد مختصون بالشأن المائي، بأن نسبة الاستفادة من كميات الأمطار قليلة بكونها لم تتساقط على المناطق الشمالية حيث تتواجد السدود”.
ودعا المختصون إلى اتخاذ عدد من الخطوات للحفاظ على وضع المياه منها إنهاء الهدر في صد اللسان الملحي بإقامة مشاريع وبنى تحتية، واستخدام وسائل ري حديثة، إضافة إلى تلافي اضرار سد الجزرة التركي.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الموارد المائية علي راضي،في تصريح تابعه المسرى ، إن ” الأمطار خلال الموسم الشتوي الحالي حسنت من وضع المياه في العراق بنحو نسبي، فموجة الأمطار الاولى قدرت بـ 600 مليون متر مكعب”.
وأضاف راضي، أن ” خطط وجهود الوزارة نجحت في تأمين 25% من هذه الكميات إلى الخزين الستراتيجي”.
وتابع ، أن ” الكمية الأكبر من هذه الموجة تم توجيهها من خلال نهري دجلة والفرات لإنعاش المناطق التي عانت من موجات جفاف كبيرة لاسيما محافظات الجنوب مثل البصرة وميسان وذي قار إضافة إلى المثنى”.
و لفت الى أن ” هذه الامطار قد ساعدت ايضاً في تغذية الأهوار التي عانت من شح في المياه وقلة ايراداتها خلال المواسم الكبيرة”.
وشرح راضي ” عن توجيه كميات من الايرادات المطرية نحو تحسين بيئة شط العرب، ودفع اللسان الملحي عن محافظة البصرة”.
وأوضح ، أن ” الموجة المطرية الثانية كانت أقل من الموجة الأولى من حيث الكمية، وتم العمل عليها بنفس الاتجاه”.
ورأى، ان ” نسبة الاغمار التي حققتها هذه الإيرادات المائية قد تكون بسيطة لكنها قد وصلت إلى جميع مناطق الاهوار ومنها بركة أم النعاج التي تعد من أكثر المناطق انخفاضاً في الحويزة، حتى أصبح اليوم مستوى المياه جيدا فيها”.
وشدد، على ان ” العراق ما زال يعاني من فراغ خزني كبير في السدود والخزانات، فهناك فراغ واضح بها نتيجة الجفاف الذي عانى منه خلال المواسم الأخيرة نتيجة قلة تساقط الأمطار والمشكلات الأخرى”.
وانتهى راضي، إلى أن ” الموجتين المطريتين الأخيرتين، قد منحت نوعاً من الأريحية من خلال المناورة وتطبيق خطط الوزارة في التحكم بالمياه وهو ما ساعد في تحسن نسبي بسيط في الخزانات”.
يشار الى أن وزارة الموارد المائية كانت قد تحدثت عن عزمها إنشاء سلسلة من السدود الخزنية الصغيرة في مناطق السهول للاستفادة من مياه الامطار.
في الاثناء ، ذكر الباحث في الشأن المائي عادل المختار، ان ” العراق نجح في خزن 250 مليون متر مكعب من الموجتين المطريتين خلال الموسم الشتوي الحالي”.
وتابع المختار، أن ” العراق إذا لم يشهد أمطاراً غزيرة أسوة بما حصل في عام 2019، فان وضعنا المائي سيكون في خطر كبير”.
ونوه، إلى أن ” إحدى المشكلات هي الخطة الزراعية المبالغ بها، إضافة إلى استخدام الوسائل البدائية وهي الري السيحي”.
ويجد المختار، أن ” العراق كان عليه منذ عام 2017، اتخاذ امرين وهما منع سد الجزرة التركي وقد انهت انقرة الاستعدادات لتشييده، الذي من شأنه أن يقضي على مياه حوض دجلة، والثاني هو تقليل استخدام المياه من خلال اعتماد منظومات ري حديثة”.
وذكر الباحث الآخر في الشأن المائي أحمد صالح، أن ” المحافظات الجنوبية استفادت كثيراً من الأمطار الأخيرة إضافة إلى السيول القادمة من الجانب الشرقي عبر الحدود الايرانية”.
وقال صالح، إن “مجموع ما دخل إلى هور الحويزة أكثر من 53 مترا مكعبا، والمسطح المائي بدأ يظهر للعيان وإن كانت نسبة الإغمار بسيطة”.
ولفت صالح، إلى أن ” الخزانات العراقية تقع في المناطق الشمالية ولذا فأننا لم نتمكن من خزن مياه كثيرة لأن تلك المناطق لم تشهد امطاراً كثيفة.
ويعد العراق من أكثر خمسة بلدان في العالم تأثراً بالمتغيرات المناخية، ويعيش معاناة كبيرة مع المياه منذ ثلاثة مواسم، ويحاول الوصول إلى اتفاق مع كل من إيران وتركيا على تقاسم الضرر، ويعول على تفعيل اللجان الفنية المشتركة مع هذين البلدين قريباً.