المسرى ـ خاص
تحتضن محافظة النجف ذات الأغلبية الشيعية المسلمة أًكبر مقبرة مسيحية في العراق، مساحتها 1416 دونمً وتسمى (أم خشم)، وهذه المقبرة لها امتداد واسع من محافظة النجف إلى منقطة المناذرة وصولًا إلى منطقة (الحصية)، على طريق النجف – غماس، فهي مقبرة كبيرة جدًا.
يقول محمد الميالي مدير مفتشية آثار محافظة النجف ، للمسرى، إن ” التنقيبات التي أجريناها منذ سنوات وما زلنا، حول المقابر، تؤكد أن النجف تحوي أًكبر مقبرة مسيحية في العراق، وهناك زوار مسيحيون يأتون الى زيارة هذه المقابر بترحيب كبير من أهالي المحافظة، وهذا ما يدل على التعايش السلمي بين الاديان في البلد”.
وأضاف أن” هناك اهتماما واسعا بالحفاظ على هذه المقبرة من قبل المسلمين كونها تمثل تراثا مسيحيا عريقا ، ودلالة على التعايش السلمي بين العراقيين بمختلف أطيافهم وارثا حضاريا ضمن العشرات من المواقع”.
ويضيف الميالي “عثرنا على دلالات موجودة على القبور المسيحية متمثلة بعلامة الصليب، كما عثرنا على قطعة حجرية كتب عليها (عبد المسيح) وهو شخصية مسيحية معروفة ما قبل الإسلام، في مدينة الحيرة، وعثرنا على لقى أثرية تعود إلى الفترة الفرثية والفترة الساسانية وفترة ما قبل الاسلام”.
وأوضح الميالي إن “القبور المكتشفة في موقع أم خشم هي خمسة أنواع : أولًا، القبور المغطاة بالجِرار الفَخَّارية، ويختلف عددها من قبر إلى آخر، وأقلها يضم ست جرار (فيها ستة موتى)، أما النوع الثاني فقبور مغطاة بنوع من الحجر، والثالث قبور مغطاة بطبقة من الطين، والنوع الرابع مغطى بطبقة من الفرشي، أما النوع الخامس فهي قبور نادرة عبارة عن تابوت فخاري على شكل جملوني، ومن هذا النوع أيضًا تابوت فخاري جملوني صغير لدفن الأطفال بقياس كل شخص”.