محمد عثمان*
لم يكن 2022 عاما عاديا في كافة المستويات السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية والعلمية والبيئية ،فقد كان مثقلا بالعديد من الاحداث والتطورات وحروب ومعارك واستقطابات جمة وتوسعت الأزمات وتعمقت لتصل حدود الاقطاب العالمية وتضع لبنة جديدة او صيغة لاتزال مبهمة للنظام العالمي، الأمر الذي أدى ايضاً الى زيادة الأعباء والمشكلات على المواطنين في كافة انحاء العالم.
عراقيا، شهد العام 2022 انسدادًا سياسيًا خطيرًا كاد أن يعيد البلد إلى نقطة الصفر أو المربع الأول الذي كان محاولة فاشلة للقضاء على الديمقراطية التوافقية المنصوص عليها دستوريا كهوية جامعة و موحدة للعراق وصولا الى فرض صيغة الاغلبية على التوافقية ولكن التزام الاكثرية بالنصوص الدستورية والسياقات القانونية حالت دون ذلك وعاد العراق مرة اخرى الى حكومة توافقية تعمل وتجاهد من اجل تمثيل جميع المكونات كمحاولة اخيرة لانقاذ هذه الصيغة الدستورية لحكم البلد.
وعلى صعيد اقليم كردستان فقد كان عاما صعبا جدا من حيث طغيان الطابع التفردي على هوية حكومة الاقليم والتمييز الجائر بين محافظات الاقليم والازدراء المعيشي رغم ارتفاع سعر النفط في الاسواق العالمية اضافة الى عرقلة مطالب الاكثرية في الاستعداد لانتخابات نزيهة عبر قانون عصري نزيه وسجل منقح من الاموات والاشباح وما عمَّق الأزمة هو إنعدام الحلول فالمراوحة كانت السمة الاساسية لطرف وجد الازمة ذوفائد مالية واقتصادية وسياسية لنفسه وليس لكيان الاقليم و معيشة المواطنين .
وكان التصدي الاستراتجي للاتحاد الوطني لهذه النزعة التفردية والاخلال بالاتفاقات وضرورة تصحيح مسار الحكم والقرار في الاقليم و لايزال عنوانا وطنيا للمرحلة .
اقليميا تعمقت مشاكل تركيا داخليا مما دفعها الى هجمات وتحركات عسكرية خارج تركيا لتستهدف شمال شرق سوريا التي هي ايضا مرت بعام ملئ من التطورات و تغيير مصالح ورؤية الاقطاب فيها .
بالنسبة لايران ايضا كان عاما مفعما بالحوارات والتجاذبات حول التوصل الى اتفاق دولي حول الملف النووي وجهود الوساطة العراقية للتطبيع مع السعودية وبقية الخليج و الربع الاخير من العام شهدت احتجاجات واسعة كانت شرارتها وفاة ميهسا اميني لتصل ذروتها الى كافة المدن والعاصمة ايضا .
عالميا طغت الحرب في اوكرانيا (التي تسمى الحرب العالمية بالوكالة ) على الاحداث العالمية وتاثيراتها على الاستقطابات وملف الطاقة والعلاقات المستقبلية بين الاقطاب الكبرى .
كل ذلك وغيرها من العديد من الازمات والتطورات الاخرى، اثقلت كاهل الفريق الاعلامي في مركز “المرصد” بمكتب اعلام الاتحاد الوطني الكردستاني حيث استطاع ان ينبري لها باقصى قدر من الحيادية ومستندا على اهم وابرز البحوث والتحليلات الموثوقة بها داخليا واقليميا وعالميا ولم يكتف باطلاع القراء من النخبة السياسية والاعلامية وصناع القرار على اتجاهات وتداعيات تلك الازمات والتطورات فقط بل استطاع ان يوثق الاحداث والمستجدات في مجلة “المرصد” .
لقد وفقنا هذا العام (2022) في اصدار (135)عددا من مجلتكم التحليلية(المرصد) اي بمعدل مجلة كل ثلاثة ايام وبمجموع اكثر من (10500) صفحة وقد شكلت صعوبات هذا العام عبئا و جهدا استثنائيا لفريقنا الاعلامي للتغطية والتوثيق وهنا نضع الغلاف الاول لكل عدد تم اصداره خلال العام 2022 في هذا العدد الخاص وعناوين منصاتنا على شبكة الانترنت (marsaddaily.com) و على منصات التواصل الاجتماعي خاصة(الفيسبوك) و(تيليكرام) و(تويتر) و (واتساب) و(يوتيوب) كواجهة الكترونية لمجلتنا الورقية .
جهودنا ستستمرخدمة للحقيقة والكلمة الصادقة الهادفة ومسعانا ستكون دائما من اجل شعارنا “الصدارة والمصداقية “
وتحية وتقدير لكل من ساهم في اغناء المجلة عبر تقارير ورؤى وبحوث و اقتراحات سديدة وكذلك لجميع قراء “المرصد” اينما كانوا.
رئيس التحرير*
العدد 7744 ..العام 2022 في المرصد
احصل على جميع اعداد مجلة المرصد في موقعنا: