الإنترنت سلاح ذو حدين يعزز الحريات ويسهل قمعها وقد يهدد الأطفال والمستضعفين هكذا يصف متخصصون استخدام شبكة المعلومات العالمية الإلكترونية ”الانترنت”، مما يعني انه نعمة ونقمة في ذات الوقت، وهذا يعتمد على طريقة التعامل معها واستخدامها وعلى ثقافة المجتمعات ومدى جهوزيتها لمثل هكذا تطورلربما مفاجئ,
ومن بين هذه الدول العراق، وبحسب مايرى مراقبون أنه من البلدان التي لم تكن مهيئة بشكل جيد وكافي للتطور السريع والمفاجئ نوعا ما في عالم الانترنت والتكنلوجيا، عازين السبب في ذلك إلى عدم وجود ثقافة كافية وبيئة ملائمة والظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي يمربها وعلى مدى عقود .
وتلخص فوائد ومخاطر الانترنت وبحسب اللمعنيين والخبراء في مجال الانترنت والشبكات العنكبوتية :
1-القضاء على وقت الفراغ بما يفيد، والاطلاع على العالم الواسع وما فيه من معجزات.
2- كما يكشف الانترنت في دقائق عن معلومات وحقائق ، يصعب الحصول عليها من المراجع أو المصادر، فضلا عن أنها تطلعك على كل جديد وحديث ، في أسرع وقت ممكن ·
3-وتتيح هذه الشبكة العالمية الفرصة للتعبير عن الرأي بكل حرية.
لكن في المقابل هناك وجه آخر لهذه الشبكة وهوالوجه المظلم والذي يتمثل بإدمان الشباب على الانترنت وما يترتب على ذلك من مشكلات، واضطرابات تصيب مستخدميها، ومن مظاهرها الاستخدام المفرط والمرتبط غالباً بفقدان الإحساس بالوقت وإهمال الكثير من الأمور الأساسية كالأكل والنوم، والانسحاب من الحياة الاجتماعية ومايرافقه إحساس بالغضب أو التوتر أو الكآبة عندما لا يكون الكمبيوتر متوفراً، والحاجة المستمرة إلى تحسين الجهاز بالمزيد من البرامج ورفع عدد ساعات الاستخدام، فضلا عن لاهتمام المفرط بألعاب الكمبيوتر لدى بعض الصغار، وبالمواقع الإباحية لدى بعض الكبار، يضاف إلى ذلك الانعكاسات السلبية الأخرى، منها انخفاض مستوى الإنجاز في العمل والعزلة الاجتماعية والإرهاق.
ويرى باحثون اجتماعيون أن الاطفال والمراهقين من اخطر الفئات الذي تستخدم االالكترونية والانترنت لما يترتب على ذلك من مخاطر نفسية وجدسدية وذهنية وحتى فعلية، حيث وصل بالبعض منهم الى الانتحار بسبب الالعاب الالكترونية والفيديوهات السيئة والمحتويات الغيرلائقة .
“اليوم العالمي للإنترنت الآمن”
ومن أجل تهيئة إنترنت أفضل للجميع، خاصة بالنسبة للمستخدمين الصغار، ولتعزيز الاستخدام الآمن والإيجابي للتكنولوجيا الرقمية للأطفال والشباب، يتم الاحتفال على مستوى العالم في شهر فبراير من كل عام باليوم “العالمي للإنترنت الآمن”.
الداخلية تحتفي بيوم الانترنت وتستعرض استبيانا
وفي السياق احتفلت دائرة العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية، باليوم العالمي للإنترنت، من خلال ورشة عمل في قاعة “الحمراء” في فندق المنصور ميليا، بالتعاون مع مؤسسة أم اليتيم للتنمية، استعرضت فيها نتائج استبيان “قياس مدى وعي أولياء الأمور ومقدمي الخدمات عن كيفية حماية الأطفال من مخاطر الأجهزة الذكية والمواقع الإلكترونية”.
وجوب توعية الصغار وحمايتهم من “الكمائن الالكترونية “
مدير دائرة العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية اللواء د. سعد معن يقول إن “اليوم العالمي للإنترنت الآمن، مناسبة مهمة تستدعي أن يقوم الجميع بمراجعات حثيثة”، مبيناً أنها “نقطة شروع لمتابعة هذه الشبكة”، داعيا إلى “وجوب توعية الصغار بعدم تقديم معلومات لناصبي الكمائن الإلكترونية، ومراعاة مشاعر الآخرين والذوق العام وعدم التنمر والحذر من الابتزاز الإلكتروني، وحساب التداعيات الاجتماعية والعشائرية والوظيفية والوطنية التي يمكن أن تترتب على طروحات السوشيال ميديا”، مؤكداً “الحرص على ألا يقع أحد في خطأ يجعله موضع مساءلة قانونية أو يقع ضحية تشهير لأننا نؤشر الخطأ ونرفعه إلى القضاء، بما لا يتعارض مع حرية الرأي”.
المحافظات الأشد سخونة في التعامل مع السوشيال ميديا
من جانبه عرض ممثل المركز الستراتيجي للدراسات في مديرية الشرطة المجتمعية حسين عامر نتائج الاستبيان، الذي شمل عينة من أربعمئة فرد، من كلا الجنسين وبمستويات تعليمية وفئات عمرية متفاوتة، تعود إلى أربع محافظات تعد الأشد سخونة في التعامل مع السوشيال ميديا، “بغداد والنجف وصلاح الدين والأنبار”، موجهاً أولياء الأمور إلى “تكثيف مراقبة أبنائهم والحيلولة دون تقليدهم النماذج السيئة التي تجيد تزويق الخطأ، إلى درجة انتحار طفل عراقي بسبب تقليد بطله على الإنترنت”.
هذا ودعت مديرة مؤسسة أم اليتيم عامرة البلداوي أولياء الأمور إلى “تقويم سلوك أبنائهم وتوعية الأجيال بمحاسن ومخاطر السوشيال ميديا”، موضحة أن “ستين بالمئة من الأطفال والمراهقين يتحدثون بلغة التقطوها من مواقع التواصل، وثلاثة من أربعة منهم يقدمون معلومات عن أنفسهم وأسرهم يمكن أن يفيد منها مجرمون بابتزاز وإقلاق الآخرين”.
وكانت وزارة الداخلية وبالتعاون مع الجهات الامنية والمعنية قامت بحملة للتحجيم من الفيديوهات السيئة والقاء القبض على أشخاص بينهم نساء من المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي جراء نشرهم محتويات سيئة وتخالف الذوق والآداب العامة، مؤدة على استمرار مثل هكذا حملات .
وكان مصدر رفيع المستوى بوزارة الداخلية العراقية، قد كشف نهاية العام 2022 لوسائل الاعلام ، عن تشكيل اللجنة القضائية العليا لمحاربة المسيئين للأعراف والتقاليد الاجتماعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد.
من جانبها اصدرت اللجنة القضائية العديد من أوامر القاء القبض على أصحاب المحتويات المسيئة للأعراف والتقاليد الاجتماعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة (التيك توك)”، لافتا إلى أن “أوامر القبض صدرت بناءً على أحكام المادة 431 من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل”.
وانتشرت في الآونة الأخيرة بث مقاطع فيديو لمشاهير في مواقع التواصل الاجتماعي يُقدّمون فيها محتوى هابط لا ينسجم مع الثقافة العامة والعادات والتقاليد المجتمعية، وفقا لما رصده ناشطون ومتابعون للشأن الإجتماعي.