بشير علي
اعتزم مواطن من أهالي منطقة الحسينية في العاصمة بغداد تصدير النفط الخام من داخل منزله، بعد أن تفاجأ بخروج النفط من صنبورِ ماء الأسالة الخاص بمنزله دون عناء.
القصة الكاملة
يقول المواطن الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في حديث خاص لـ (المسرى) إنه “تفاجأ بخروج النفط الخام من صنبورة مياه الأسالة الخاصة بمنزله ولساعات طويلة، كما ظهر عليه الخوف والارتباك الشديد، خوفاً من أن يتم اتهامه بسرقة وتهريب النفط، وهو لاعلاقة له بهذا الأمر”.
وأضاف المواطن، أنه يتوقع أن أحد أنابيب مياه الأسالة قد كسرت وتم ربط أحد انابيب نقل النفط بدلها أو اختلاط المياه وتلوثها بزيت النفط الخام، مؤكداً استمرار ضخ النفط لمدة يومين على التوالي، وبكميات كبيرة يمكن تصديرها.
الحادثة ليست هي الأولى
حادثة خروج النفط من صنابير مياه الأسالة لم تكن الأولى في منطقة الحسينية شمالي العاصمة بغداد، ففي كركوك المدينة الغنية بالنفط، تفاجأ الأهالي هناك بخروج النفط الأبيض بدل مياه الأسالة من صنابير مياه المنزل في منطقة “رحيماوة” بالتحديد، وقد يكون سبب ذلك نضوح النفط واختلاطه بالمياه، وبالتالي وصوله لمنازل المواطنين عن طريق مضخات السحب.
ماهو التفسير العلمي؟
الخبير المختص في الشأن النفطي حمزة الجواهري وفي اتصال خاص مع (المسرى) أكد أن “تسرب النفط إلى منازل المواطنين دليلٌ على وجود أنبوب نفطي يتسرب منه النفطـ أو بئر نفطي قريب من المنطقة التي ظهر بها إلى منازل المواطنين”.
مبيناً أن كل حالة يكون لها تفسيرها الخاص، مرحجاً أن يكون هناك عملية تهريب للنفط الخام، ولم يتم السيطرة عليه”.
تحذيرٌ صحي
وحذر الجواهري من تأثير هذا الأمر على صحة المواطنين ، مستدركاً بالقول إن الأمر يندرج ضمن التلوث السام الذي يعرض حياة المواطنين للخطر، داعياً من يكتشف مثل هذه الحالة إلى إبلاغ وزارة النفط وبشكل فوري، لمتابعة التسرب وإيقافه والقيام بالإجراءات العلاجية”.
وشكى العشرات من المواطنين من تلوث المياه في منطقة الحسينية الواقعة شمال العاصمة بغداد، والتي تشتهر بوجود مستودعات الرصافة لخزن المشتقات النفطية ومحطات تغذية للطاقة الكهربائية بالقرب من مشروع ماء الرصافة الكبير الذي يغذي المدينة.
دراساتٌ علمية
ولا توجد دراسات محددة توثّق وتحلّل حوادث التلوث الناتجة عن اختلاط مياه الاسالة مع النفط الخام أو الإهمال في أنشطة التنقيب عن النفط وإنتاجه، باستثناء تقييمات الأثر البيئي غير المنشورة التي تُعد بين الفينة والأخرى وتحتفظ بها وزارة النفط أو الشركات النفطية.
وبحثنا خلال إعداد هذا التحقيق عن المصطلح العلمي لعملية التسرب النفطي لمنازل المواطنين، حيث وجدنا أن التسرب النفطي هو عملية إطلاق غير متعمدة للسوائل الهيدروكربونية البترولية في البيئة، ويمثل شكلا من أشكال التلوث. هذا المصطلح يشير عادة إلى انسكابات النفط في الارض، حيث يُسكب النفط في المياه، ولكن قد يحدث ذلك على الأرض النفط المسكوب قد يكون من مجموعة متنوعة من المواد، بما فيها النفط الخام من الناقلات والآبار والمنصات البحرية، والمنتجات النفطية المكررة (مثل البنزين ووقود الديزل)، أو خزانات وقود ، بما فيها النفايات النفطية، ويستغرق تنظيف هذه الانسكابات شهورا أو حتى سنوات.