المسرى .. متابعات
اعداد .. بزورك محمد
يمرُّ عقدان من الزمن على العملية العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها باسم عملية ” تحرير العراق ” للاطاحة بأعتى طاغية ونظام في المنطقة والعالم بأسره.
بعد ثلاثة أسابيع من بدأ العملية العسكرية انهار النظام العراقي في التاسع من أبريل /نيسان عام 2003 ، كما انتزع في مشهد تاريخي تمثال صدام حسين وسط العاصمة بغداد بدبابات أمريكية من قاعدته، ثمّ داس عليه العشرات من العراقيين.
ليتبع العملية العسكرية تأسيس ما يعرف بمجلس الحكم الذي وضع اللبنات الاساسية لتحقيق الشراكة بين القوميات والأطياف في العراق.
اختفى صدام حسين وأزلامه عن الأنظار لأشهر، وبعد مطاردة لقوات الحلفاء استمرت تسعة أشهر، أخيرا القي القبض على الطاغية صدام حسين الذي حكم البلاد والعباد بالرعب على مدى 24 عاما، في 13 كانون الأول/ديسمبر 2003، بعد العثور عليه مختبئا في حفرة بقبو مزرعة قرب تكريت.
وصرّح الحاكم المدني الأمريكي في العراق بول بريمر حينها بالقول “أمسكنا به”، وفي شريط فيديو، ظهر صدام متعبا وتائها ومتسخا، مع لحية طويلة رمادية، حوكم وأعدم شنقا بتهمة اقتراف جرائم بشعة وابادة جماعية أواخر العام 2006.
بعدها وضعت الإدارة الأميركية برئاسة جورج دبليو بوش الإبن دستورا مؤقتا للعراق عرف بقانون ادارة الدولة الانتقالية.
ومع انهيار نظام صدام حسين عقدت المعارضة العراقية والأحزاب الرئيسة تحت إشراف الولايات المتحدة سلسلة اجتماعات لبناء العراق الجديد بعد حقبة الديكتاتورية البغيضة المجرمة الفاشلة، إلى أن توصلت الأطراف والقوى السياسية إلى اتفاق على تثبيت النظام الفيدرالي لتحقيق الشراكة الحقيقية بين جميع الأطياف والمكونات الأساسية ، كما تمت صياغة دستور جديد ، ليحُلَّ محل نظام البعث نظام ديمقراطي ويتم العمل على اعادة بناء الدولة.
شهد العراق عقب سقوط النظام البائد خلال العشرين سنة الماضية سلسلة من الأحداث والتطورات العسكرية والأمنية، إذ لايزال يستذكر أهالي الضحايا وعمليات الابادة الجماعية للنظام البعثي المباد يوم سقوط الديكتاتور بحماسة كبيرة ، واصفين إياه بيوم ولادة مجيدة في تاريخ العراق الجديد، كما يشهد البلد تطورا في شتى المجالات وقد استقرت مفاهيم جديدة كانت بمثابة جريمة يعاقب عليها، منها الحرية والديمقراطية والمجتمع المدني وغيرها من المفاهيم الحديثة والمعاصرة.