أكدت السفيرة الأمريكية لدى بغداد ألينا رومانوسكي، اليوم الأحد، أن العراق يمكنه الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الطاقة في غضون عشر سنوات، وفيما دعت إلى استثمار الغاز المصاحب الذي يحرق دون أي جدوى أو فائدة اقتصادية، حذرت من أن شح المياه يهدد القطاع الزراعي في البلاد والمجتمعات التي تعتمد عليه.
وقالت خلال مشاركتها في مؤتمر العراق للمناخ عبر كلمة مصورة إن “العراق شهد بعد انتخابات العام 2021، عاما من التقلب والضبابية في خضم العجز عن الاتفاق على تشكيل الحكومة، الأمر الذي لم يحسم إلا خلال شهر تشرين الأول من العام 2022 حين تولى رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني منصبه كرئيس للحكومة”، مبينة أن “الكثير منا أدرك أن الحكومة العراقية بحاجة إلى العمل على نحو حاسم بغية تلبية احتياجات الشعب بعد عام من التأخير وخيبة الأمل والتزمت الولايات المتحدة بإشراك العراق بروح من الانفتاح والدعم لرئيس الوزراء الجديد”.
وأضافت أنه “بصفتي سفيرة الولايات المتحدة في العراق، فإن وظيفتي هي قيادة جهود أمريكا الرامية للتطلع إلى الأمام وإيجاد الفرص حيث يمكننا تعميق شركتنا مع العراق والشعب العراقي، وبينما لا تزال هناك تحديات جمة، فإنني متفائلة بشأن مستقبلنا المشترك والكيفية التي من خلالها يمكن للولايات المتحدة والعراق التعاون في قادم السنوات سعيا لتحقيق النتائج التي تصب في مصلحة الشعب العراقي”.
وأكدت أن “كل من رئيس الوزراء السوداني والولايات المتحدة يسيران نحو تحقيق ذات المسعى في جملة من المجالات، إذ نتفق على ضرورة ضمان الهزيمة الدائمة لداعش وترسيخ استقلال الطاقة ودعم نمو القطاع الخاص والنهوض بالخدمات العامة”، معتبرة أن “مجال التركيز الجديد هو أزمة المناخ في العراق، إذ يهدد شح المياه القطاع الزراعي في البلاد والمجتمعات التي تعتمد عليه، كما وتهدد ظاهرة التصحر أنماط الحياة التقليدية، إذ إن العائلات المتضررة من فقدان أراضي المحاصيل والمراعي تتخلى على نحو متزايد عن أراضي أسلافها”.
ولفتت إلى أن “تهديد المناخ حقيقي وآني، إلا أنه لم يفت الأوان بعد لاتخاذ إجراء بشأنه من خلال الاستثمارات الذكية والشركاء المناسبين، يمكن للعراق الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الطاقة في غضون عشر سنوات”، مشيرة إلى أنه “وبدلا من حرق الغاز بلا أي جدوى أو فائدة اقتصادية يمكن استثماره وتوفير الطاقة اللازمة للمساعدة في تلبية الطلب المحلي والذي من المتوقع أن يتضاعف بحلول العام 2023، ويمكن أن تقلل الطاقة المولدة عن طريق استثمار الغاز المصاحب من حاجة العراق لاستيراد الهيدروكاربونات ويمكن أن تساعد على انتفاء الحاجة لاستيرادها، كما سيقلل حصر الغاز المصاحب/المشتغل من المخاوف الصحية الناجمة عن حرقه، فضلا عن تحسين جودة مياه الشرب في العراق، بالإضافة إلى أن عملية استثمار الغاز من شأنها أن تمكن من تنشيط وتفعيل صناعة جديدة نابضة بالحياة ألا وهي صناعة البتروكيمياويات مما يفضي بدوره لخلق وظائف ذات رواتب عالية”.
وتابعت السفيرة الأمريكية ألينا رومانوسكي أن “ما يقرب من نصف سكان العراق هم دون العشرين من العمر، ويركز هذا الجيل على المستقبل وبناء عراق يلبي احتياجات العراقيين كافة، يرغبون بالقدرات والمهارات اللازمة بغية المنافسة في اقتصاد عالمي مترابط على نحو متزايد بما في ذلك القدرة على الإتقان البليغ للغة الانجليزية، كما ويريدون اقتصادا قويا، بما في ذلك، قطاعا خاصا نابضا بالحياة من شأنه أن يوفر فرص العمل ويريدون مكافحة أزمة المناخ والحد من تأثير الغازات السامة على تلويث الهواء وضمان الحفاظ على بيئة العراق للأجيال القادمة”.
ورأت أن “القرارات التي نتخذها في مجالات الطاقة والتجارة والتمويل والتعليم والشراكات التي نضطلع اليوم بها ستحدد عراق الغد، مع أخذ ذلك في الاعتبار، فإن الولايات المتحدة تلتزم بمد يد العون للعراق، بغية بناء أساسه الاقتصادي لفتح الأبواب أمام جيل الشباب”.