إن بصمات الاتحاد الوطني الكوردستاني في التضحية والاقتصاص من المظالم والتخطيط والمثابرة للوصول إلى النصر المؤزر، واضحة وجلية في سجل التاريخ، بعد أن جرب الشعب الكوردي شتى أشكال القتل والتصفية الإبادة الجماعية والحقد الدفين من نوروز وخنق مدينة برمتها وتمزيق مدينة الكورد (كركوك) وذاق حلاوة النصر في الانتفاصة ومرارة الهجرة في غضون شهر واحد وهو آذار.
ما من نهج يتوافق أو يتلائم مع مبادئي سوى نهج الاتحاد الوطني، ويعود الفضل في مكتسباتي وانجازاتي لوالدي مهندس الفكر البارع وقائد مسيرتي الفذ، فهو بلا شك بطل من أبطال السجون والمعتقلات.
لاشك أن انتصارات وآلام الشعب الكوردي يمثل جزءا مهما من تاريخ الاتحاد الوطني، ولاشك أيضا أن صفحات التاريخ لن تكتمل دون ذكر مآثر الاتحاد الوطني.
إن القائمين على أمور هذا الحزب المناضل (الاتحاد الوطني) لهم قراءات وتدابير محكمة للمناسبات والمحطات المختلفة الخاصة بالقضية الكوردية، فالأمور لن تمر عندهم مرور الكرام، وهذا دليل بيـّن على أن الاتحاد الوطني مثلما سجل حضوره القوي في التاريخ، ها هو ينبري اليوم للذود عن تضحيات الشعب وتحقيق الأهداف والشعارات التي ينادي بها بغية الوصول لغد أفضل ومستحق.
لايخفى على أحد أن الاتحاد الوطني نتاج فكر مام جلال التقدمي ورفاقه في الدفاع عن شعب والذهاب بقضيته المشروعة نحو مراحل متقدمة، فهو يرى أن القلم والبندقية ثنائيتان تكمل الواحدة الأخرى مع مراعاة العصر والظروف.
فحيثما كانت هناك صفحة من التاريخ تحوي وتحكي عن نصر أو انتصار، كانت تحركات الاتحاد الوطني وتدبيراته لتحقيق ذلك النصر حاضرا وبارزا، وكلما قرأت عن مظلمة تعرض لها الشعب الكوردي تقرأ بجوارها ثأرا كبيرا، ولك في ذلك عشرات أو مئات الأمثلة.
دائما ماكانت مواقف الاتحاد الوطني وسياساته شفافة لاتشوبها شائبة، تراه يسجل في وقت واحد حضورا قويا وشجاعا على طاولة الحوار لأخذ الحقوق ومقداما جسورا في الميادن دون خوف أو جلل. كما أن لغة الاتحاد الوطني في عهد مام جلال وعهد بافل طالباني هي نفسها لم يطرأ عليها أي تغيير، لغة شديدة عنيفة في الدفاع والمواجهة وهادئة وسلسلة ومرنة ومتسامحة لتحقيق السلام والوئام والوصول للاتفاق، مختصر الكلام: البندقية والقلم سلاحا نضالي في الحياة، وإني أرى حريتي في عيون أعدائي
د. شيلان فتحي
باحثة وأكاديمية