المسرى .. متابعات
اعداد : محمد البغدادي
يرتكز اليوم العالمي للمياه، الذي يُحتفل به في 22 آذار/مارس سنويا منذ عام 1993، على أهمية المياه العذبة.
ويُراد من هذا اليوم إذكاء الوعي بتعذر حصول ما يزيد عن ملياري فرد على المياه الصالحة للشرب. كما تتعلق هذه المناسبة باتخاذ إجراءات لمعالجة أزمة المياه العالمية. وينصب التركيز الأساسي لهذه المناسبة على دعم التنمية المستدامة الذي يعالج مسألة إتاحة المياه ومرافق الصرف الصحي للجميع مع حلول 2030.
ينصب التركيز الأساسي للیوم العالمي للمیاه هذا العام على تسریع التغییر لحل أزمة المیاه والصرف الصحي. إلا أن الخلل الوظيفي الذي تعاني منه الدورة المائية یقوض التقدم المحرز في جل القضایا العالمیة الرئیسیة، من الصحة والأمن الغذائي والمساواة بین الجنسین والتوظيف والتعلیم والصناعة والسلام.
الحصول على المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية حق من حقوق الإنسان، ولكن لا يزال بلايين الأشخاص وعدد لا يحصى من المدارس والشركات ومراكز الرعایة الصحیة والمزارع والمصانع يواجهون تحديات يومية في الوصول حتى إلى أبسط الخدمات.
تعمل الحملة العالمية “كن أنت التغییر” على تشجيع الجميع على اتخاذ الإجراءات اللازمة في حياتهم اليومية لتغيير أساليبهم في استخدام المياه واستهلاكها وإدارتها. والالتزامات الطوعية هذه إلى جانب الالتزامات التي ستعرضها الحكومات والشركات والمنظمات والمؤسسات والتحالفات ستوفر سبيلا لإحراز تقدم نحو تحقيق أهداف خطة العمل المائي.
جنوب العراق يعطش ويقضى على ثروته الحيوانية وسلته الغذائية
منذ مطلع العام الجاري، كانت مخاوف السكان في محافظة ذي قار، سيما المناطق الجنوبية والشرقية للناصرية، تزداد بشكل ملحوظ، كان السكان يشاهدون كيف أن مناسيب المياه تنخفض بشكل مستمر قبل حلول الصيف، مما دفع الكثير من مربي الجاموس للهجرة إلى مناطق الفرات الأوسط (شمال ذي قار) بحثا عن مصادر للمياه والعشب، بحسب مراقبين.
أثر شح المياه على طبيعة حياة السكان والقبائل التي تعتمد بشكل أساسي على الزراعة وتربية الحيوانات، إذ إن أي اختلال في مواعيد زراعة المحاصيل المحلية يؤدي بهم إلى كارثة اقتصادية تؤثر على حياتهم، وهو ما حدث خلال موسم الزراعة هذا العام.
ويوضح كاظم العبودي (أحد سكان مدينة سيد دخيل في ذي قار) لوسائل إعلامية محلية تابعها المسرى ، أن شريط المدن الممتد شرق الناصرية يعتبر الأكثر تضررا، لافتا إلى أن وقوعها في نهاية مسارات الروافد والأنهار تسبب في أن يكون مصيرها مرتبطا بحجم التجاوزات، مضيفا “العشائر قد تتصارع أية لحظة بسبب التجاوزات، وقد تمتد بين عشائر محافظة وأخرى”.
وكانت العديد من مشاريع محطات مياه الشرب والري، المرتبطة بمناسيب الأنهار، في مدن الإصلاح وسيد دخيل وقضاء الشطرة (تابعة لمدينة الناصرية) قد توقفت نتيجة تراجع وقلة الإطلاقات المائية.
ولا تقف مشاكل الجفاف عند الناصرية (مركز محافظة ذي قار) إذ تشاطرها محافظة ميسان المجاورة ذات مشاهد الخوف والجفاف، حيث شهدت جفاف مساحات واسعة من الأهوار، بدءا من نهر الحويزة وهور الحَمَّار والأهوار الأخرى التي دخلت لائحة التراث العالمي عام 2016، بما أثر على حياة السكان اقتصاديا وزراعيا واجتماعيا.
جدير بالذكر أن محافظات جنوب العراق كالمثنى وذي قار وميسان والبصرة تحصل على المياه من نهري دجلة والفرات اللذين يتفرعان إلى عدة أفرع، حيث تغذي روافد النهرين بعض الأهوار جنوب البلاد.
لا تغيب المواقف الحكومية عن مشهد الجفاف الذي يضرب مدن جنوب البلاد، حيث أكد رئيس الجمهورية عبد الطيف رشيد -في مؤتمر المناخ “سي أو بي 27” (COP 27) الذي عقد الاثنين بشرم الشيخ في مصر- أن تركيا وإيران قطعت العديد من الروافد المائية عن العراق.
كما أن وزارة الموارد المائية تسعى لحل مشكلة التجاوزات من خلال عمليات رفعها بحضور القوات الأمنية، غير أن مراقبين يؤكدون أن هذه الإجراءات لا تزال “خجولة” بسبب الأوضاع الأمنية التي تشهدها البلاد نتيجة المظاهرات والأزمات السياسية.
وكان داخل راضي النائب البرلماني عن محافظة ذي قار قد اتهم خارجية حكومة رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي بالتقصير في حل أزمة الجفاف الذي يشهده العراق وتأثر العديد من المحافظات، سيما ذي قار.
وكانت هيئة الإعلام والاتصالات الحكومية قد نظمت في 7 نوفمبر/ تشرين الثاني أول مؤتمر إعلامي يعنى بملف شح المياه والجفاف الذي يضرب مناطق الأهوار، حيث خرج المؤتمر بـ 12 توصية، أبرزها تشريع قانون لحماية الأهوار وإعلانها مناطق منكوبة، فضلا عن حفر آبار قرب محطات تحلية المياه ومواقع تمركز الثروة الحيوانية.
مؤخرا وصل رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد الى نيويورك للمشاركة في مؤتمر المياه من اجل التنمية المستدامة الذي تنظمه الامم المتحدة من 22 ـ 24 آذار الحالي .
وتأتي هذه الزيارة استجابة للدعوة الرسمية التي تلقاها الرئيس رشيد من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للمشاركة في أعمال مؤتمر نيويورك للمياه .
ووجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال لقائه الرئيس التركي أردوغان، الشكر بعد “توجيهاته بشأن زيادة إطلاقات نهر دجلة لمدة شهر”، مؤكدا أن توجيهات الرئيس التركي “محط تقدير من قبل العراق”.
في الأثناء دعا السيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الوطني اليوم الأربعاء ، إلى اعتماد ملف المياه كملف سيادي والتعامل معه بمقتضى ذلك .
وقال الحكيم ، ان مؤشرات الخطر في تصاعد مستمر فيما يخص الخزين المائي في العراق .
لفت في بيان بمناسبة اليوم العالمي للمياه ، تلقى المسرى نسخة منه الى ، ان هذه المؤشرات جاءت وفقاً لتقارير الجهات والشخصيات المختصة، مع استمرار السياسات التي تنتهجها دول المنبع، ما يتطلب المزيد من أساليب الضغط والتفاهم مع تلك الدول وبشكل عاجل.
الحكيم حث على اعتماد استراتيجية تحقيق الاكتفاء الذاتي للعراق من الموارد المائية المتاحة والمحافظة عليها وتطويرها واعتماد السياسات والآليات الحديثة التي تهدف إلى الترشيد”.