مدينة مناضلة و مضحية بحق، رغم عمرها الحديث قياسا بالمدن الكوردستانية والعراقية الأخرى، إلا أن لها باع طويل وسجل مشرف ومشرق في رسم السياسات الكوردستانية والوطنية وحسم المسائل التي تمس حياة الشعب الكوردستاني والعراقي دوما، فهي حقا عاصمة الاستقطاب السياسي في جميع مراحل النضال منذ تاسيسها و دخولها في المعترك السياسي والوطني في النضال ضد الظلم والاستبداد والقمع وسياسيات التصفية الفكرية والجسدية التي كانت تنتهج بحق أبناء شعبنا كوردا وعربا ومكونات أخرى سنة وشيعة وطوائف ومذاهب أخرى دون تفريق.
السليمانية هذه المدينة الفذة التي أرهبت و أرعبت أعداء الشعب والوطن والأمة بإرادة أبناءها وقوة عزمها في التصدي للغزاة والمحتلين وأنظمة القمع السياسي تحت أي اسم أو شعار كان، مدنية عريقة بتاريخها السياسي الحافل والثري، إنها فعلا عاصمة حرية الرأي والتعبير والوحدة الوطنية والمساواة والعيش الكريم وعاصمة الجمال والطبيعة الإنسانية والثقافة الخلابة، عاصمة العدالة الاجتماعية وسيادة القانون واستباب الامن والسلام الوطني بكل معانيها، لذا نرى وبكل وضوح أن من لم تقبل بها السليمانية شخصا كان أو حزبا او تيارا سياسيا او فكريا او اجتماعيا لم ولن يقبل به التاريخ البشري وتاريخ هذا الشعب المضحي ولم يكتب لهم النجاح .
العديد والكثير حاولوا التآمر على إرادة و عقل و فكر و روح هذه العاصمة الانسانية قبل تاسيس الدولة العراقية وبعدها وحتى هذه اللحظة من انظمة حكم دكتاتورية وانظمة مستبدة، سحر هذا الصرح العظيم انها مدينة لا تقبل ان تباع و لا تهدى و لا تشترى ، انها مدينة صامدة بحق كل حصار فكري أوسياسي اوعسكري مهما كان حجمه أو قوته، انها مدينة لا تقبل الا بمن يعشقها حقا و ينسجم مع خصالها وسماتها و تركيبتها وعناصرها الفكرية و الثورية و الانسانية و الحضارية و المدنية ، انها عاصمة التمرد ضد كل محاولات اجبارها او ارضاخها لبرامج او سياسات تخرج عن المعاني الانسانية و الاجتماعية المتمدنة و العصرية و الوطنية.
كل من دخلها آمن و مؤمن بالقضية الوطنية و هي تعطي الحق لمن يرغب في العيش فيها و لكن وفقا للثوابت التي رسمتها هذه المدينة الساحرة ، التي تهب و لا تقبل و لا تنتظر الاجر، انها مدينة معطاءة مدينة السماح و السلام و العدالة الاجتماعية تعطي كل ذي حق حقه على حساب نفسها ، انها كالام تهب جميع ابناء الشعب دون ان تنتظر ان ترد لها ما تستحق، انها مدينة المفكرين و الشعراء و الادباء و الموسيقين و الرسامين و القادة و المناضلين و السياسين الاحرار ، انها مدينة التضحية و الفداء و النداء الوطني على مر التاريخ ، فكانت جبالها و تلالها و هضابها و بيوتاتها و ازقتها و دورها و مدارسها و اسرها ملاذا امنا لكل الوطنين الاحرار، انها السليمانية صاحبة الكلمة الفيصل و صاحبة القرار الاخير و صاحبة القضية الوطنية منذ ان وعت ان الحق حق و الباطل باطل و ان الغد آت آت لا محال ، الغد التي رسمتها السليمانية في العيش في ظل نظام اتحادي فيدرالي موحد ضمن الخارطة العراقية وفقا لمبادئ حقوق الانسان و المساواة امام القانون و المساواة الاجتماعية و الحرية و الديمقراطية ، اعداؤك كثر و خصومك كثيرون يا ايتها المدينة العظيمة و مسيرتك طويلة الا انك ستتغلبين على جميع الصعاب دوما ، لان لك كلمة مستقلة و ارادة حرة ، فهي العاصمة التي تتنفس فيها جميع الاطراف و الاشخاص و الكيانات و الاحزاب و الجهات دون خوف برحابة صدر دون خشية انها ثقافة الحرية و الديمقراطية و المساواة و العدالة التي لونت بها هذه المدينة جدرانها و شوارعها و اشجارها و ازهارها ، كل شيء فيها معشوق و معبود بصدق ، حان الان ان تلتفت الاطراف و الاحزاب و السلطات في اقليم كوردستان و بغداد ان تخدم ابناء هذه العاصمة الحرة و هذه القامة الوطنية الشامخة، لأن جميع المعادلات الاقتصادية و السياسية و الوطنية لن تتوازن و لن تكتمل الا في المركز الاستقطاب السياسي و الوطني، و بالاستفادة من خطى و رؤى و نهج فخامة الرئيس مام جلال و سياساته الوطنية الخالصة و النهج الثري الذي يسير عليه الان السيد باڤل جلال الطالباني رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني في خدمة شعب اقليم كوردستان و العراق على حد سواء كتاريخها الزاهر في خدمة القضايا الوطنية و القومية و الانسانية ، السليمانية تنتظر عقول و اصوات و ارادات الاحرار و الوطنية و بابها مفتوح على مصراعيه لمن يرغب في خدمة الشعب و الامة و الوطن و الانسانية وفقا للمبادى و الثوابت الانسانية و الوطنية و الدستورية في العيش حرا و بكرامة.
المحامية الكاتبة
هيڤار محمد عمر