أكد الباحث في الشأن السياسي أثير الشرع أن المنطقة تشهد تغييرا جذريا وتقاربا بين دولها، مشددا على ضرورة طمأنة الكورد وتسوية قضيتهم.
وقال الشرع خلال مشاركته في برنامج شؤون عراقية والذي يعرض على شاشة قناة المسرى، إن أهمية زيارة رئيس الوزراء الاتحادي محمد شياع السوداني إلى تركيا تكمن في أنها تأتي في توقيت مهم جدا، حيث أن هناك مرحلة جديدة تشهدها المنطقة من خلال التقارب الايراني السعودي، والدور الصيني بتقريب وجهات النظر بين دول المنطقة، وانتهاء هيمنة القطب الواحد على العالم.
الشرع: هناك إستراتيجية أمريكية للتغيير في المنطقة
وأضاف الشرع ان الزيارة ربما ستحقق الكثير مما كان يتوجب تحقيقه في الفترات السابقة، مثل القناة الجافة التي كان هناك حديث عنها منذ 2010، مبينا أن هذا الممر المزمع تشييده من البصرة إلى تركيا سيخدم العالم ويوفر إختصارا في الوقت لنقل البضائع والطاقة من العديد من الدول وبتكلفة أقل.
واشار الشرع إلى أن السوداني إستطاع إقناع الجانب التركي بزيادة الإطلاقات المائية للعراق لمدة شهر، لافتا إلى أن العراق تحت دائرة الاختبار والحكومة الحالية حققت ما عجزت عنه الحكومات الاتحادية السابقة، مشددا على أنه ربما هناك توجيهات دولية بإنخراط العراق في العملية السياسية الجديدة التي ستشهدها المنطقة، وسيكون هناك تغيير إستراتيجي في المنطقة، مؤكدا أن أهمية زيارة السوداني لتركيا ستعطي العراق أهمية في المرحلة المقبلة، وتركيا ودول المنطقة بحاجة إلى حكومة عراقية مسؤولة وتلتزم بالعقود والمواثيق التي توقع بين العراق وباقي الدول.
الشرع: دول المنطقة لن تشن حربا ضد الكورد
وعن الوجود التركي داخل الأراضي العراقية، قال الشرع أن تركيا تتذرع باتفاق مع النظام المقبور ولديها الذريعة بالدخول للأراضي العراقية، لكنها ايضا لم تلتزم بذلك فما سمح لهم كان نحو 15 الى 20 كلم، لكن اليوم القواعد التركية موجودة في شنكال وعمق دهوك ولديهم تدخلات في الشأن العراقي، مشددا أن على الوفد العراقي المفاوض الحفاظ على السيادة العراقية وحث الجانب التركي على الالتزام بحصة العراق المائية التي لم تلتزم بها تركيا، لافتا إلى أن هناك تبادل تجاري بحجم 20 مليار دولار سنويا، وهو ما يعني أن بمقدور العراق الهيمنة على تركيا في المفاوضات.
وأشار الشرع إلى أن مشروع طريق التنمية أو القناة الجافة لو نجح العراق في إقناع تركيا بتنفيذه ومده من البصرة إلى تركيا، فهو طريق استراتيجي سيوفر الكثير للعراق من الخيرات ويسهم في نقل العراق لمرحلة جديدة وربما للمنطقة جميعا، لافتا إلى ان التقارب السعودي الايراني ساهم في تهيئة الارضية لشرق أوسط جديد، لافتا إلى أن الولايات المتحدة دعمت هذا التقارب والسياسات الجديدة في المنطقة، والدول العظمى اليوم أيقنت أن مرحلة الحروب في الشرق الأوسط إنتهت.
الشرع: طريق التنمية يخدم العراق ودول العالم
ولفت الشرع إلى أن هناك إتفاق بين الدول على التهدئة في المنطقة، وهناك إعطاء طمأنة للكورد، مشيرا إلى أن الكورد لديهم مخاوف من تقارب دول المنطقة، لكن هناك إتفاق ولا يمكن أن تشن هذه الدول الحرب على الكورد، لافتا إلى أنه ستكون هناك توافقات داخل هذه الدول على كيفية الاتفاق مع الكورد، مبينا ان العراق ربما يكون له دور في ذلك.
وشدد الشرع على أن التغيير المتوقع في المنطقة لن يتم دون موافقة أمريكية، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تبحث عن تواجد دائم في العراق، وأن هناك توافقات دولية ولا يمكن أن تخطو دول المنطقة أي خطوة دون علم الولايات المتحدة، فهي لديها ثقل وحضور قوي في المنطقة، وبالتالي لا يمكن القول أن ما يحصل هو عكس إرادة أمريكا، وما يحصل هو إتفاقات دولية بنقل منطقة من حال إلى حال، والامور تسير وفق خطة إستراتيجية أمريكية موضوعة مسبقا.