المسرى.. تقرير: فؤاد عبد الله
تحدث تقرير في موقع مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، المتخصصة في شؤون السياسات الخارجية، عن الأزمات التي يعانيها إقليم كردستان العراق على المستويات السياسية والاقتصادية والإدارية، ومدى انتشار الانقسامات، منطقة كانت ذات يوم نقطة مضيئة في العراق بعد عام ، وتزامن نشر التقرير مع تقرير لوزراة الخارجية الأمريكية الذي تحدث أيضا عن تراجع في حقوق الانسان والحريات في الإقليم.
تقارير واقعية
المحلل السياسي عباس صحبت أشار لـ( المسرى) إلى أن ” تقريري مجلة فورين بوليسي والخارجية الاميركية حول واقع حقوق الإنسان في العراق وإقليم كوردستان، هما مؤشران سلبيان، وفي نفس الوقت واقعيان بخصوص الواقع المزري الذي يعاني منه المواطنون في إقليم كوردستان على مختلف الصعد، وخصوصا في ملف حقوق الانسان وحرية التعبير عن الرأي”، مبينا أنه ” على حكومة الإقليم أن تتجاوب بكل إيجابية مع هذين التقريرين وغيرها من التقارير الدولية”، داعية حكومة الإقليم بأن لا تحاول أن تجد المبررات للأخطاء والكوارث التي ارتكبتها خلال السنوات السابقة، سواء أكان على مستوى تحقيق الشفافية أم على مستوى الحفاظ على تقديم الخدمات وحرية التعبير عن الرأي في إقليم كوردستان”.
تجاوب حكومي
وأكد صحبت أنه “على حكومة إقليم كوردستان أن تتجاوب مع هذه الملفات على نحو إيجابي، وبالتالي تجد الحلول والمعالجات للأزمات التي خلقتها أو تواجهها على مختلف الصعد، وفي مقدمتها تحقيق الشفافية في مجال الإيرادات والتنسيق مع الحكومة الاتحادية لمعالجة الملفات العالقة”.
جوانب حقيقية
ومن جانبه قال المحلل السياسي طارق جوهر لـ( المسرى) إن ” التقارير الدولية بشكل عام وكذلك المقالات والدراسات التي تنشر حول تراجع الوضع الديمقراطي وحرية الراي والتعبير والصحافة في إقليم كوردستان، فيها جوانب حقيقية، حيث يستندون فيها على معلومات يتم نشرها او بثها من قبل منظمات محلية وكذلك بالاستناد إلى مصادر مطلعة داخلية”، منوها إلى أن ” الجهات المعنية في الإقليم من مؤسسات تنفيذية وتشريعية وقضائية عليها أن تتعامل بجدية مع ما ينشر من التقارير الدولية، وان تجد الحلول والمعالجات للنقاط السلبية التي أدرجت في تلك التقارير وخصوصا المتعلقة منها بتراجع الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير والشفافية وغيرها”.
يجب معالجة الأخطاء
وأضاف جوهر أنه ” يجب أن لا نخاف لانهم قاموا بانتقاد تجربتنا، على العكس علينا أن نقوم بمعالجة الأخطاء الموجودة والجوانب السلبية التي يتم انتقادنا عليها دائما سواء أكانت من قبل منظمات داخلية أو محلية تتعلق بتراجع الديمقراطية وعدم إجراء الانتخابات في موعدها القانوني والدستوري أم متعلقة بحرية الصحافة وملاحقة الصحفيين واعتقالهم”، مؤكدا أنه ” سابقا إقليم كوردستان وشعبه كانا يفتخران بالتقارير والدراسات الدولية لأنه كان يتحدث عن المظالم والمآسي التي لحقت بكوردستان وشعبه، ولكن من المؤسف اليوم وتحديدا في السنوات الأخيرة، بسبب تعمق الخلافات بين الأحزاب الكوردستانية، تراجعت حركة الديمقراطية إلى الوراء في الإقليم، متمثلة بعدم إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها، وكذلك انتشار الفساد وعدم وجود الشفافية في موضوع العائدات وتوزيعها وصرف الرواتب في توقيتاتها”.
واكد جوهر أن ” سلطات الإقليم بإمكانها معالجة هذه الأمور، وبإمكانها أيضا إعادة إقليم كوردستان إلى الواجهة من جديد لكي تكون كما كانت سابقا واحة للديمقراطية في المنطقة”.
العجز الديمقراطي والخلل الاقتصادي
ويعدّ العجز الديمقراطي والخلل الاقتصادي وعدم الشفافية أحد أهم المعضلات التي يعانيها إقليم كوردستان ، وعلى الرغم من أن كوردستان العراق كانت أكثر استقراراً نسبياً من أجزاء أخرى من العراق منذ عام 2003، إلا أن التقارير الدولية وتصريحات المسؤولين الدوليين تشير إلى أن هذا الاستقرار قد لا يستمر إذا بقي الوضع على حاله دون معالجات.