المسرى .. متابعات
محمد البغدادي
سانت ليغو طريقة ابتكرت عام 1912 على يد عالم الرياضيات الفرنسي أندرية سانت ليغو، والغاية من هذه الصيغة هي توزيع الأصوات على المقاعد الانتخابية في الدوائر متعددة المقاعد، وتقلل من العيوب الناتجة بين عدم التماثل في الأصوات وعدد المقاعد المتحصل عليها، وهو عيب تستفيد منه الأحزاب الكبيرة على حساب الكتل الصغيرة، أما سانت ليغو المعدل فهو صورة معدلة الغرض منها توزيع المقاعد بطريقة أكثر عدالة. وقد طبقت هذه الطريقة في صورتها الأولى في النرويج والسويد عام 1951، إذ تستعمل الأعداد الفردية1، 3، 5، 7.
وفي مثال الدائرة التي يفترض عدد مقاعدها (6) ستكون القواسم (6)، أي بعدد مقاعد الدائرة، ويكون التوزيع كما يلي: الكيان: أ؛ عدد الأصوات: 27000 الكيان: ب؛ عدد الأصوات: 23000 الكيان: ج؛ عدد الأصوات: 15000 الكيان: د؛ عدد الأصوات: 7600 الكيان: هـ؛ عدد الأصوات: 7400 وبالقسمة على العامل القاسم الأول والذي هو (1) يكون الكيان أ هو الأول ويحصل على مقعد واحد ونفس الحالة للكيان ب الذي يحصل على المقعد الثاني والمقعد الثالث للكيان ج والرابع للكيان أ وذلك لأنه بجدول القسمة على (3) يكون الناتج 9000 للكيان أ في حين الكيان د و هـ بجدول القسمة على (1) لم يحصل إلا على 7600 و 7400 على التوالي والمقعد الخامس للكيان ب الذي بحسب جدول القسمة على (3) حصل على 7666 لكن المقعد السادس يكون من حصة الكيان د، وهكذا سيحصل الكيان (أ) على مقعدين والكيان (ب) على مقعدين والكيان (ج) على مقعد واحد، والكيان (د) على مقعد واحد، في حين لا يحصل الكيان (هـ) على أي مقعد.
وعلى سبيل المثال ان خمسة احزاب اوجهات سياسية متنافسة وهي آ ،ب،ج،د، ه في دائرة انتخابية يتنافسون لشغل 12 مقعدا بالدائرة ولنفترض في تلك الوحده الانتخابية تم التصويت من قبل 300000 ناخب وشخص وجاءت النتائج كالاتي:
آ. 120000 صوت
ب. 80000 صوت
ج. 40000 صوت
د. 30000 صوت
ه. 20000 صوت
اذن فتوزيع المقاعد حسب نتائج القيمة لأعلى 12 نتيجة وان تقسيم عدد الاصوات الكلية البالغ
300000 على عدد 12 مقعد فيكون سعر المقعد (25000 ) صوت وبذلك تحصل الكتل السياسية المتنافسة على مقاعدها وكما يلي :
آ. 4.8 مقعد حب نظام سانت ليغو بدلا من 4
ب. 3.6 مقعد بدلا من4
ج. ١.6 مقعد. بدلا من 2
د. 1.2 مقعد بدلا من ١
ه. 0 بدلا من ١
مساؤى هذه الطريقة لحساب الاصوات الانتخابية تتمثل في ما يلي :
١_ ان الاحزاب والكتل السياسية الصغيرة ستخسر اصواتها التي تبلغ حد العتبة لصالح الكتل والاحزاب الكبيرة .
٢_ أن الاصوات الإضافية التي لا يمكن ان تقسم على 25000 يتم جمعها وفق هذا النظام وتقسيمها على الاحزاب الكبيرة الفائزة بأعلى المقاعد.
3_ ان نظام سانت ليغو لا يعبر عن الحالة الانتخابية الحقيقية فعلى سبيل المثال ان دائرة صغيرة ب 100000 ناخب وسبعة مرشحين يفوز الذي يحصل على 30000 صوت وتذهب باقي اصوات المرشحين الستة التي حصلوا عليها الاخرين الذين احرزوا اصواتا اقل لكل منهم بدون فائدة تذكر لهؤلاء المرشحين.
4_ أن طريقة سانت ليغو المعدل ستسمح للاحزاب الكبيرة بأشراك وزج عدد كبير من المرشحين ضمن القائمة الواحدة ( نظام السلة ) لجمع اصوات اكثر تصب في صالح قائمة الحزب والحصول على مجموع اصوات ذلك العدد لصالح الحزب وهذا ما لا يستطيع فعله المرشحين الافراد والمستقلين ضمن الترشيح الفردي.
5 _ مساوئ هذا النظام ان الاصوات فيه تكون لصالح قيادة ومسؤول الحزب وبذلك تتمكن قيادة الاحزاب من اختيار الاشخاص المقربين منهم وحسب اختيار رئيس الكتلة والحزب نفسه لشغل المقعد النيابي او عضوية مجالس المحافظات وبذلك تكون مرجعية النائب والفائز هو رئيس الحزب الذي وهبه المقعد فقط.
6_ أن أستخدام طريقة سانت ليغو لحساب الاصوات الانتخابية تعتبر خطوة التفاف من الاحزاب الكبيره على ارادة الناخبين الحقيقية واختياراتهم طريقة للالتفاف حول اصوات الناخبين الحقيقيين حيث ممكن ان يعطي الناخب صوته لمرشح مستقل او لقائمة صغيرة ويخسر هذا المرشح والقائمة الصغيرة لتذهب اصوات ناخبيهم من الاصوات الفائضة إلى سلة الكتلة السياسية الكبيرة والحزب الكبير فيقود لفوز وصعود مرشح خاسر اصلا من القائمة الكبيرة ربما حاصل على ٢٠٠ صوت او ٤٠٠ صوت فقط .
7_ استخدام طريقة سانت ليغو قد يسبب غياب ممثلي قرى ونواحي ومناطق عديدة عن مجالس المحافظات او مجلس النواب بأعتبار ان رئيس الكتلة هو من يتحكم بتريب المرشحين داخل قائمته ويرتب تسلسل الاصوات المرسلة اليهم.